الحل عند الطفلة! | عبد الله منور الجميلي

  • 2/28/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

كَانَ الَأبُ مَع أطفاله الثَلَاثَة فِيْ مَدِيِنَة الَألَعَاب، وقَدْ تَفَاجَأَ بأنّ كَرَتَ الَألَعَاب الذِيْ اشِتَرَاه قبل قليل مِنْ مَكَتَبِ الَاسِتِقِبَال لَا يَعَمَل، قَالَ فِيْ نَفَسِه رُبَمَا هَذِه اللعبَة مُعَطَلَةٌ، جَرّبه على لُعبَة أُخرَى إلاَّ أنَّ الوضَعَ لَمْ يَتَغَيَرْ، ثمّ اختبر الكَرت عَلَى مُعظَم الَألَعَاب، وكَانَت النَتِيِجَةُ ذَاتَهَا فِيْ كُلّ مَرَّة!! نَادَى الأبُ أحَدَ مُشَغِلِي الَألَعَاب؛ حيث شَرحَ له مُشكِلَة ذلك الكَرَت إلاَّ أنَه لَمْ يجد حَلَاً، ممّا اضطَرَه لِمُنَادَاة مُشرِف الَألَعَاب وكَانت النَتِيِجَة كَسَابِقَتهَا، بعدها ذهب لِمَكَتَب مُدِيرِ صَالة الَألَعَاب الذِي أكَدَ لهُ سَلَامَة الكَرَت مِنْ النَاحِيَة التَشَغِيِلِيَة!! خَرَجَ الَأبُ مِنْ مَكَتَب مُدِيِر الصَالَة بِلَا حَلّ، وعِنِدَمَا هَمَّ بِالخُرُوج تَقَدَّمَتْ إلَيه طِفِلَته الصغيرة، قائلة له: أبي، هَلْ تَسَمَح لِيْ بِأنّ أرَى شَكل كَرَت الَألَعَاب الذِي بَيِنَ يَدَيِك، فَقَالَ لَهَا: ومَاذَا سَتَفَعَلِيِنَ أنتِ؟ فالفَنِيون ومُدِيِر الصَالَة قَبَلُكِ لَمْ يَسَتَطِيِعُوا حَلّ هَذِه المُشكِلَة!! ولكن تحت إصرارها أعطاها الكَرت، وكَانت المُفَاجَأة أن الصغيرة عندما تفحصته، قالت: يا أبي، هَذَا الكَرَت لَا يَخُص هَذِه المَدِيِنَة، وإنَمَا يَخُصُ مَدِيِنَة ألَعابٍ أُخرَى قَدْ ذَهَبَنَا له الشهر الماضي، عِنِدَهَا بَدَأ الَأبْ بِتَفتِيِش جيُوبِه لِيَكتشف بأن كَرَتْ مَدِيِنَة الألعاب الصَحِيِح قَدْ وَضَعَهُ فِيْ جَيبَه الَآخَر دُونَ أنْ يُكَلِفَ نَفَسَهُ هُو أو فَنيو صَالَة الألعاب أو حَتَى مُدِيِرها عَنَاء النَظَرِ فِيْ شَكِل الَكَرَت الذِي بَيِنَ أيِدِيهم!! تلك القصة أراها (أصدقائي) تدعونا للتفاؤل فربما الكَثِيِر مِن المَشَكِلات التي نراها أو نعتقد بأنها في حياتنا لَا وجُودَ لَهَا، وإنْ وجدَت فَرُبَمَا حَلّها لَدَى أُنَاس قد لَا نُلقِيْ لَهُمْ بَالَاً، وهذا ينادينا باحترام آراء الآخرين مهما كانوا أو كانت سِنّهم!! أخيرًا هذه دعوة للمؤسسات الحكومية الخَدميّة كالمجالس البلدية ومجالس المناطق واللجان المتخصصة في مجلس الشورى، وكذا الوزارات للتواصل المباشر مع المواطنين والاستئناس برأيهم؛ فَلعل مواطنًا بسيطًا يملك معالجة لمشكلة قائمة، أو رؤية لمستقبل واعِد لهذا الوطن! aaljamili@yahoo.com

مشاركة :