في استطلاع أجرته «الإمارات اليوم» حول سؤال ماذا تشاهد من مسلسلات خليجية؟ تصدر مسلسل «ساق البامبو» النسبة الأعلى للمتابعة، حيث حصل على نسبة 45%، في المقابل حصل مسلسل «بياعة النخي» على أدنى نسبة مشاهدة وصلت إلى 3%، في حين حصل مسلسل «سيلفي» على نسبة 26%، وحصل مسلسل «جود» على نسبة 21%، ومسلسل «بين قلبين» على نسبة 5%. «ساق البامبو» هذا العام، ومع الزخم في الإنتاج الدرامي، ثمة مشكلة واجهت معظم صناع الأعمال الدرامية الخليجية في نسبة مشاهدة إنتاجاتهم، تتمثل بوجود مسلسل «ساق البامبو» الذي حصل على أعلى نسبة مشاهدة، بناء على الاستطلاع التي أجرته «الإمارات اليوم» على موقعها الإلكتروني، بسبب عوامل كثيرة سبقت عرض المسلسل على قنوات عربية عديدة، ومن ضمن هذه العوامل حالة الفضول التي انتابت معظم المترقبين لمعرفة الأسباب التي دفعت دولة الكويت لرفض دعم هذا العمل، ما اضطر فريق المسلسل لتصويره في الإمارات، هذا من جهة، لكنه من جهة أخرى يتعلق بقراء الرواية مسبقاً، فهي حالة المقارنة التي ستنتاب الغالبية بين ما كتب وما يتم عرضه، وبهذه الحالة استطاع العمل، وهو للمخرج محمد القفاص، والمبني على رواية الكاتب الكويتي سعود السنعوسي، التي حصلت على جائزة البوكر عام 2013، وسيناريو وحوار الكاتب والناقد المصري رامي عبدالرازق، خلق حالة تفاعلية بين المشاهد والعمل الدرامي. «تكويت» السيناريو كاتب سيناريو وحوار مسلسل ساق البامبو، الناقد المصري رامي عبدالرازق، أكد على صفحته على «فيس بوك»، ومن خلال إجابته عن أحد المعلقين كيف استطاع أن يكتب سيناريو وحواراً لمسلسل خليجي «كتبت السيناريو والحوار بلهجة عامية، وتم (تكويتهما) بعد ذلك، وهذا شيء طبيعي يحدث كثيراً في عالم كتاب السيناريو». لذلك كانت النتيجة متوقعة أن يحتل «ساق البامبو»، وهو من بطولة سعاد العبدالله، وفاطمة الصفي، وفيصل العميري، وشجون، وغيرهم، هذه النسبة من المشاهدة، فلا يوجد أذكى من إعطاء المشاهدين فرصة بأن يكونوا على تفاعل مباشر مع أحداث العمل، وخلق التوقعات، وتفضيل تقديم شيء على آخر، فقد أخرج العملُ «مُخرجاً صغيراً» من داخل كل مشاهد قرأ الرواية، واستطاع خلق حالة من الترقب الممزوجة بالصدى السابق، أدت إلى تشكيل عناصر عديدة للاستمرار في المشاهدة، خصوصاً بعد أن أثبت العمل أنه لا يخص فقط حالة مثل حالة الحفيد عيسى فحسب «الكويتي ابن الخادمة الفلبينية وصاحب الملامح الآسيوية»، بل استطاع بكل بساطة أن يصدر مرآة داخلية بين المتلقي ونفسه، ليرى كم هو يشبه غنيمة تارة أو يشبه خولة، أو هند أو غسان أو حتى عيسى نفسه تارة أخرى. كثيرة هي المشاهد التي وضعت يدها على الجرح الذي قد ينتاب أي شخص يشعر بأنه مختلف عن الآخرين، لكن الأكيد أن شخصية غنيمة والتحولات التي بدأت تطرأ عليها ستفتح المجال لبضع أمل في تجاوز المحظور في ما يخص العادات والتقاليد قبل القوانين. ففي المشهد الذي سمعت فيه غنيمة لأول مرة صوت حفيدها عيسى، اختلف تطور الأحداث، عندما قالت «ما أريد أسمع حسه»، هذا الحس الذي يذكرها بولدها الغائب، هذا الحس هو الشيء الوحيد الذي ورثه عيسى من والده، رنة صوته وطريقة حديثه، آلت إلى أن تنتظره غنيمة على طاولة الطعام، حتى لو أنها مازالت تخفيه إذا دق جرس الباب. مسلسل صعب، ورسالته أصعب، لكنه لا شك سيسهم في تحريك الإنسان في داخل كل شخص قرر أن يفتح قلبه دون الخضوع لقوانين العائلة، فعلى الرغم من أن الدولة اعترفت بعيسى ككويتي الجنسية، ومنحته الجواز، وكل ما له علاقة بمواطنته، بات عليه أن يتحدى منظومة أخرى لها علاقة بشكل العائلة وصيتها في «الديرة». «سيلفي» حصل المسلسل السعودي «سيلفي» بجزئه الثاني على نسبة مشاهدة 26%، هذا العمل الذي شكل حالة شعبوية كبيرة العام الفائت، بسبب الجرأة التي تم طرحها في العديد من اللوحات الدرامية التي قدمها، يعود هذا العام مع المخرج أوس الشرقي، ومع مجموعة من الممثلين، على رأسهم ناصر القصبي، وحبيب الحبيب، وعبدالإله السناني، وأسعد الزهراني، وريماس منصور، وريم عبدالله، وغيرهم، ليتناول قضايا متعددة على الواقع السعودي والعربي بشكل عام، عبر الكوميديا السوداء، التي تجعلك كمتلقي تضحك من قلبك، لكن في الوقت نفسه تجعلك تقبل الموضوع بكامل الجدية، وقد امتاز القصبي عبر تاريخه الفني بأداء هذا النوع من الكوميديا. حياة الفهد و«بياعة النخي» على الرغم من أن مسلسل «بياعة النخي»، للمخرج شعلان الدباس، وبطولة حياة الفهد، ومريم الصالح، وناصر الدوسري، وعبدالرحمن الصايغ، وسارة البلوشي، ونادية كرم، حصل على أدنى نسبة مشاهدة وصلت إلى 3%، والسبب كما ذكرنا سبقاً وجود عمل مثل «ساق البامبو» ينافس في الأعمال الكويتية والخليجية بشكل عام، إلا أن هذا العمل مصنوع بشكل جيد، وفيه من عناصر صناعة العمل الدرامي الكثير، سواء من خلال قصته التي كتبتها بطلته حياة الفهد، أو من خلال المخرج وإدارته، والبناء السلسل الدرامي فيه، فهو يتمحور حول قصة امرأة ثرية، ينقلب حالها، وتخسر كل ممتلكاتها، وتصبح بائعة للنخي (الحمص). يسلط العمل الضوء على التغيير الذي يطرأ على قلوب البشر، والنفاق والاذلال، وكل ما له علاقة بالمشاعر الإنسانية.
مشاركة :