محمد بن زايد والمعلا يشهدان محاضرة «تأثير التجارب المبكرة في نمو الدماغ»

  • 6/21/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، المحاضرة التي ألقاها البروفيسور ديمتري كريستاكيس برفيسور طب الأطفال في جامعة واشنطن بعنوان تأثير التجارب المبكرة على نمو الدماغ وذلك بمجلس سموه بقصر البطين في أبوظبي. وحضر المحاضرة سمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، والدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة والشيخ سلطان بن طحنون عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة. وأعرب المحاضر عن امتنانه وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على توجيه الدعوة له لإلقاء محاضره في مجلس سموه قائلا: إنه أكبر شرف لي في حياتي أن أحاضر في المجلس، مشيرا إلى أنه زار الإمارات كثيرا ووجد مدى التطور الذي يتحقق في الدولة. نمو الطفل وركز ديمتري في محاضرته على خمسة محاور وهي: كيف يتطور الدماغ خلال الأعوام الثلاثة الأولى للطفل، ودور التجارب المبكرة في تهيئة نمو الدماغ، وكيف تؤثر وسائل الإعلام على التطور اللغوي والإدراكي للطفل، وما أهم مهارة وظيفية تنفيذية لنمو الطفل، وما سبب أهميتها ؟ وكيف يحد الإعلام من نطاق انتباه الأطفال ويؤدي إلى الإصابة بحالة اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. وقال: أطفال اليوم يعتمدون في تفاصيل حياتهم اليومية على التكنولوجيا، ويشار إليهم بأنهم رقميون حيث ولدوا في عالم رقمي على العكس منا، حيث نشأنا في زمن لم تكن فيه التكنولوجيا متوفرة، ومن هنا نشير إلى أهمية النمو الإدراكي للطفل، ونرى أن غالبية الأطفال يهتمون بأمور متعددة ما يشتت التركيز. وأوضح حين يولد الأطفال تكون أدمغتهم لا تزال في طور النمو ويبلغ وزنها 332 غراما ولديها استعداد فطري للتعلم، ثم يزداد حجمه حتى عمر 24 عاما، وذلك نتيجة لاستجابته المباشرة للتحفيز الخارجي، ويحتوي الدماغ على مجموعة هائلة من الخلايا الدماغية وتبدأ هذه الخلايا بالترابط والتناغم بشكل تدريجي يؤثر في ذلك العادات والثقافات، لذلك نجد أن الطفل وبشكل تلقائي يتحدث لغة البلد التي ينمو فيها بشكل سلسل، ومع تزايد ترابط خلايا الدماغ يبدأ الطفل وبشكل تدريجي في التركيز، ويزداد ترابط خلايا الدماغ بشكل لافت في عمر 15 عاما. تطور الخلايا وأكد ديمتري أن دماغ الإنسان يتطور منذ الولادة بدءا من الخلايا الخلفية للدماغ إلى الأمام، نظرا لأن الخلايا الدماغية الخلفية تكون مسؤولة عن الأمور الحيوية في الجسم مثل البصر والسمع، حيث تتطور هذه الخلايا الدماغية بشكل لافت حتى عمر 4 شهور من عمر الطفل، وبعد ذلك تتطور الخلايا الدماغية المسؤولة عن مراكز اللغات، وفي عمر 10 شهور وحتى 18 شهرا تتطور الخلايا الدماغية المسؤولة عن العواطف، وفي المرحلة الأخيرة تتطور الخلايا الدماغية المسؤولة عن الأفكار والعقلانية وعن العمليات التنفيذية ومنها السيطرة الذاتية والتركيز والذاكرة وحفظ المعلومات والقدرة على التعلم. وقال: منذ لحظة الولادة، تعمل التجارب المبكرة للطفل على تشكّل الدماغ بما يكون له انعكاسات على الإنسان طوال عمره، وبالتالي فإن نوعية التحفيز الذي يتلقاه الأطفال الصغار في مرحلة مبكرة من حياتهم يعدّ في غاية الأهمية، وكثير من العلماء أشاروا إلى دراسات أجروها على الأطفال وتركيزهم منها دراسة شملت 1000 طفل في عمر 3 سنوات، أظهرت أن الأطفال الذين لديهم القدرة على السيطرة على أنفسهم بشكل أفضل قبل دخول المدرسة يكونون في المستقبل أفضل من الأطفال الأقل سيطرة على أنفسهم خلال هذا المرحلة العمرية. وقدم المحاضر فيلما تسجيليا لبرامج الكرتون الموجهة للأطفال يتضمن صورا سريعة، مشيرا إلى أنه في سنة 1970، كان الأطفال يبدؤون في مشاهدة التلفزيون لدى بلوغهم سن الرابعة، أما اليوم فهم يشاهدون التلفاز منذ بلوغهم أربعة أشهر، وأظهرت الدراسات أن الأطفال من عمر صفر وحتى 6 أشهر يمضون بمعدل ساعتين يوميا في مشاهدة التلفاز، ويشاهدونه قبل سن الدخول إلى المدرسة بمعدل 5 -6 ساعات في اليوم، أي 30 إلى 50 % من وقت استيقاظهم موضحا أن الكبار يجدون صعوبة في متابعة الصور التلفزيونية السريعة التي تعرض في برامج الأطفال، فكيف الحال بالنسبة للأطفال. وأضاف لطالما عرفنا لسنوات طويلة أن قلة التحفيز لها نتائج سلبية على تطور الدماغ، ولكن هل تؤدي زيادة التحفيز أو أنواع معينة منه إلى أضرار؟ ما هي الأنواع الصحيحة لتحفيز الدماغ؟ هذا السؤال ليس مجرد سؤال أكاديمي، فقد شهدنا زيادة في حالات الإصابة بـ اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط على مستوى العالم، ويعدّ هذا المرض من بين أكثر أمراض الطفولة شيوعاً، وقد ازداد انتشاره بمعدل 30 % بالمقارنة عما كانت عليه الحال قبل 20 عاماً، فما السبب وراء ذلك؟ يوصف أطفال اليوم بأنهم مواطنون رقميون كما ذكرنا أعلاه لأنهم ولدوا في خضم هذه الثورة التكنولوجية والتي تختلف كثيراً عما شهدناه نحن باعتبارنا مهاجرين رقميين. التحفيز المفرط وتطرق المحاضر البروفيسور ديمتري كريستاكيس إلى دراسة أجريت في جامعة الشارقة أظهرت أن 15% من الأطفال يعانون اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وهذه النسبة قريبة من النسبة في أمريكا. وأشار إلى أنه قام بتطوير واختبار نظرية التحفيز المفرط والتي تقول إن التحفيز المفرط وغير الطبيعي ( مثلاً التعرض لوسائل الإعلام السريعة الوتيرة ) خلال الفترة الحرجة لنمو الدماغ تهيئ الدماغ لتلقي مدخلات سريعة الوتيرة، ما يؤدي إلى قلة الانتباه لاحقاً في حياته. وأكد أن الأبحاث العلمية تشير إلى أن الجينات تلعب دورا بنسبة 75% في نقص الانتباه وفرط الحركة والقدرة على التركيز الذي يعتبر الأساس في تشخيص الاضطراب، مشيرا إلى أنه كل ساعة يشاهد فيها الطفل الذي يقل عمره عن 3 سنوات التلفاز تزيد نسبة إصابته بنقص الانتباه وفرط الحركة بنسبة 20%، والجانب الآخر أن هناك ضرورة لمراقبة المحتوى في البرامج التلفزيونية الموجهة للأطفال، نظرا لأن خطر الإصابة بنقص الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال تزيد بنسبة 60% مع مشاهدة البرامج الترفيهية. وأضاف أن الطفل في عمر 4 شهور يكون بينه وبين الأم أو الأب تفاعل يزداد بشكل تدريجي حتى عمر 10 شهور، كما أظهرت الدراسات أن الطفل أكثر قدرة على الاستماع للكلمات من التلفاز وبحدود 600 إلى 700 كلمة، وتقل هذه الكلمات بحدود 200 كلمة عند الفتيات، ووجد أن المرأة تتحدث مع الطفل أكثر من الرجل. وأكد المحاضر أن التكنولوجيا تحرمنا من التحدث المباشر مع بعضنا بعضا، وأن مرحلة الطفولة مهمة لنمو خلايا الدماغ، وبالتالي فإن الأطفال بحاجة إلى وقت حقيقي من أولياء الأمور إلى مشاهدة أفضل للتلفاز بحيث يتم التركيز على مشاهدة البرامج ذات الصور البطيئة وليست السريعة لحماية الأطفال من الإصابة بنقص الانتباه وفرط الحركة. كريستاكيس في سطور البروفيسور ديمتري كريستاكيس مدير مركز صحة وسلوك ونمو الطفل بمعهد سياتل لبحوث الطفل، وطبيب أطفال مشرف بمستشفى سياتل للأطفال، خريج جامعة ييل وكلية الطب بجامعة بنسلفانيا، كتب ما يزيد عن مائتي مقال بحثي، وألف كتابا دراسيا حول طب الأطفال وكتاب بعنوان الفيل في غرفة المعيشة: كيف نجعل التلفزيون مفيدا لأطفالنا، وفي سنة 2010 نال جائزة البحوث من جمعية أكاديمي طب الأطفال الأمريكية والعاطفي والاجتماعي للأطفال ما قبل سن الدخول للمدرسة، وتركز أبحاث كريستاكيس المخبرية على التأثيرات البيئية المبكرة على صحة الطفل ونموه. تفادي مشاهدة الأطفال للتلفاز أكد المحاضر البروفيسور ديمتري كريستاكيس أهمية أن نعطي كل طفل القدرة على فهم ما يركز عليه لتعلم الأمور بشكل أفضل، وإبعاده عن مشاهدة البرامج ذات الصور السريعة حتى لا يكونوا عرضة لنقص الانتباه. وقال ردا على أسئلة الحضور، يجب أن نعمل على تفادي مشاهدة الأطفال الأقل من عامين للتلفاز بالذات البرامج ذات الصور السريعة مع الأخذ في الاعتبار أن لا يتضمن ذلك الألعاب التفاعلية البطيئة التي يمكن مشاهدتها والتعامل معها في عمر 18 شهرا. وأشار إلى أهمية أن نعطي أجوبة مقنعة عن أسئلة الأطفال ويجب أن تكون هناك قواعد في المنزل تطبق على الأطفال، مشيرا إلى أنه في حال تعدد المهام واهتمامات الطفل فإن أداءه يتراجع، ويجب تعليمهم ضرورة التركيز على شيء واحد. لا فرق في دماغ الإنسان بين بلد وآخر أكد المحاضر أن الدراسات أظهرت أنه لا يوجد فرق بين مهام دماغ الإنسان بين بلد وآخر مع الأخذ في الاعتبار أن الثقافات والعادات في بلد ما قد يكون لها بعض التأثير مثل أنها تفرض على الطفل مشاهدة برامج معينة أو محددة ولساعات أطول. وقال يجب اختيار التطبيقات المناسبة لأطفالنا والتركيز على التطبيقات التعليمية ذات الفائدة والتي يستفيد منها الطفل بشكل كبير بدءا من عمر 18 شهرا. وأكد أهمية الاعتدال في استخدام التطبيقات والبرامج الإلكترونية من قبل الأطفال ومراقبتهم أثناء اللعب بالبرامج الإلكترونية مشيرا إلى أن الدراسات في أمريكا أظهرت أن من 10 إلى 12% من الطلاب في أمريكا مدمنين أو على شفير الإدمان على التكنولوجيا، وهذا يبدأ من الجزء الخلفي من الدماغ. وأوضح أن الوالدين يجب أن يكونوا مثالا يحتذى لأطفالهم في مشاهدة التلفاز، واستخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بحيث لا يساء استخدامها، فعلى سبيل المثال الفيس بوك يرمي لجعل كل شخص يمضي 3 ساعات يوميا في تصفحه. وأضاف في الخمسينات كان في المنزل جهاز تلفزيون واحد يجتمع عليه الجميع، والآن في المنزل الواحد من 3 إلى 4 أجهرة تلفاز كل فرد يشاهد وحده وبالتالي اليوم أصبح سوء استخدام التكنولوجيا يفرق العائلة.

مشاركة :