يونس ولد فضة.. حكاية الحزن والفرح

  • 6/22/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

من الدراما التي تأتي إليك لتدعوك إلى أمسيات رائعة تفوح منها روائح الصعيد المصري بطبيعته الجميلة، وصلابة أهله وعاداتهم، يونس ولد فضة. ويونس ليس مجرد شخصية بقدر ما هو نموذج لتمرد الدراما المصرية على النمط التقليدي وخروجها بقالب متطور يمزج بين العادات التي ما زال يحتفظ بها أهل الصعيد، والحياة العصرية. لماذا تلفتنا هذه النقطة المهمة في يونس ولد فضة؟ لأن الصعيد بقي أسير الماضي في أوراق الدراما المصرية لسنوات طويلة، استمتعنا بروايات وقصص كتبها رواد الدراما، إنما الشخصية بقيت ضمن الإطار النمطي التقليدي كثيراً، بينما يطل علينا يونس بلغة أبناء عصره، دون أن يتخلى عن لكنته والموروث الاجتماعي والفكري الذي تربى عليه. الصعيدي المودرن في هذا المسلسل رجل يجمع بين الحزن والفرح، درامي كوميدي، يفتنك برومانسيته ورقة قلبه ويفاجئك بشدة ذكائه وحدّته وقسوته، وطيبته وإجرامه. أما عمرو سعد فهو اكتشاف جديد، وكأن يونس جاء ليخرج من هذا الممثل الشاب مهارات لم تسمح له أدواره السابقة رغم أنها أدوار بطولة، بإظهارها على الشاشة. اليوم نكتشف عمرو سعد نجماً كوميدياً يجيد تأدية أصعب الأدوار بتنقله بشكل سريع وخاطف بين الضحك والبكاء، بين الهزار والحدّة، بين الكوميديا والتراجيديا. يونس هو عمرو، ولا يمكننا أن نتخيل ممثلاً آخر مكانه، يلبس روحه ويحلّق بها عالياً. تماماً كما تحلّق سوسن بدر بكل شخصية تؤديها، وهي بدور فضة في هذا المسلسل نجمة من ذهب، خير نموذج للأم الصعيدية القوية القادرة على التصدي لعائلة زوجها ومواجهة كل الرجال. نشعر في هذا المسلسل أن ورق عبد الرحيم كمال كان هو الأساس لما يتضمنه من ثراء في الحوار والسيناريو، جعل من بطله روميو، فيلسوفاً على قده، يستلهم أفكاره من حكم وأقوال الأدباء وعظماء التاريخ والشعراء.. والمخرج أحمد شفيق استطاع أن يمشي على وتيرة واحدة مع روح العمل، ليقدمه برؤية بسيطة وصورة جميلة خالية من الفذلكات، تليق ببساطة العمل وتزيد من قربه من الجمهور فيصل إليه بسلاسة. والبساطة في الإخراج لا تأتي اعتباطاً، ولا استسهالاً، بل تستلزم فهماً لأبعاد المشهد والهدف منه، إذ إن الإخراج يعيق أحياناً درب القصة فيأخذها بعيداً عن عين وقلب المشاهد، يشتته ويقطع أحبال التواصل بينهما بلا أي داعٍ. والبساطة في يونس ولد فضة لا تعني خلو العمل من الإثارة، بل نحن نتابع قصة لقاء وفراق الأخوة (إبراهيم المنتحل شخصية ولد فضة وشقيقتيه) ونترقب لحظة كشف الأقنعة بلهفة. كما نستمتع بأداء الوجوه الشابة والجديدة التي شاركت في هذا العمل وتحملت مسؤوليته ونجحت باقتدار. مارلين سلوم marlynsalloum@gmail.com

مشاركة :