صراحه-متابعات: تجد نفسك في حي الكارنتينا محاطا بمجموعة من غاسلي السيارات الأفارقة والذين يحيطون بك قبل أن تتوقف في شارع رئيس بالحي، وليس مغسلو السيارات الأفارقة وحدهم النغمة النشاز في هذا الحي، إذ أن هناك أعدادا كبيرة من البائعات من جنسيات أفريقية يفترشن الأرصفة وأمام كل واحدة بسطة تتضمن الحلوى والخضروات وبعض المنتجات الأفريقية ومنها القورو. وفي الساحات الترابية تجد العديد من الصبية الأفارقة يملأون المكان، فيما كشف عدد من سكان الحي القدامي أن حي الكارنتينا أصبح ملاذا للمخالفين من جنسيات مختلفة رغم جهود الجهات المختصة بالقبض على المخالفين وترحيلهم إلى بلادهم. يستهل حديثه علي العطار قائلا «يتواجد هنا الكثير من العمال المتخلفين ومعظمهم إن لم يكن جميعهم من الجاليات الأفريقية التي تقيم في الحي منذ سنوات طويلة، حتى أصبحت من أبرز معالمه ولا شك أن التواجد الكثيف للأفارقة في الحي يشكل هاجسا بالنسبة للمواطنين خاصة بعد مقتل امرأة نيجيرية مؤخرا، بالإضافة إلى أن جرائم السرقة ترتفع في المساء، حيث يعمد بعض الشباب الأفارقة إلى سلب ونهب كل ما يستطيعون سرقته من المارة». ويتابع حديثه قائلا «في الأزقة المهجورة يعمد بعض الشباب الأفارقة إلى ترويج الممنوعات وبشكل خاص القات والحشيش الذي يكثر انتشارها هنا». ويقول صلاح موسى إن الحي يضم بين جنباته العديد من المخالفين من الجالية النيجيرية وهم يشكلون عصابات موزعة تقوم كل عصابة منهم بالانتشار في مكان معين تكون مهمتها السرقة بل حتى المساجد لم تسلم من عبثهم، حيث يعمد بعضهم إلى سرقة المصلين دون اكتراث لقدسية المكان. من جهته، أوضح علي المرحبي أن المواطنين الذين يسكنون هنا يعانون كثيرا من الإهمال، فبجانب نقص الخدمات فإن المنطقة نفسها بؤرة للمشكلات، وتشكل خطورة بسبب امتلائها بالجالية الأفريقية المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل، والذين ينتشرون بأعداد كبيرة حتى بعد حملة التصحيح، والمشكلة تكمن أن بعض المواطنين لا تسعهم ظروفهم المادية على الانتقال إلى مكان آخر، فيضطرون للبقاء هنا رغم معاناتهم الشديدة. ويقول عمر المعشي إن بعض العمال الأفارقة وجدوا في الكارنتينا ملاذا لهم بعد حملات التصحيح ويتواجداون بأعداد كبيرة ويثيرون الريبة والقلق ونتمنى حقا أن يتم الاهتمام بالمنطقة وتطهيرها من المخالفين الذين لا يخلو موقع منهم. ويقول محمد الشيباني «للأسف المنطقة هنا مهملة فالشوارع مكسرة ونتمنى أن تجد المنطقة شيئا من الاهتمام وأن تتم معالجة أوضاعها». ويقول علي الغبري وهو يشير إلى إحدى الأشجار التي سقطت وظلت في موقعها منذ فترة طويلة «هذه الشجرة لم تتم حتى إزالتها على الرغم من خطورتها على المارة، ولا سيما الأطفال». من جانبه، أوضح حسين الغرباوي بقوله «لقد ازداد عدد المخالفين الأفارقة بعد حملة التصحيح إذ أن بعضهم وجد الأحياء الجنوبية كالكارنتينا وغليل وغيرها من المناطق ملاذا لهم فأخذوا ينتشرون بأعداد كبيرة». واعتبر عدد من العمال المتخلفين من الجالية الأفريقية الذين صادفناهم خلال جولتنا أن المناطق الجنوبية عموما وخاصة الكارنتينا وغليل أصبحتا الآن هما الوجهة المفضلة لهم، لكونهما أكثر المناطق بعدا عن أنظار الجهات الأمنية في الوقت الحالي على حد قولهم من المواقع التي تجتذب المخالفين. وفي موازاة ذلك، أوضح المتحدث الإعلامي لشرطة جدة الملازم نواف البوق أن الحملات الأمنية مستمرة وأن هناك حملات موزعة تنفذ كل فترة لضبط المخالفين، موضحا تضافر الجهود الأمنية بين الشرطة والعديد من الجهات للحد من المخالفات ورصد العمال المخالفين. ومن جهته أوضح مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة سامي الغامدي بأنه تم تقييم المناطق العشوائية وفقا لعدة تقسيمات ذات مقومات استثمارية بما يشجع القطاع الخاص على مشاركة الأمانات والبلديات في تطويرها وتكوين شركة لتطوير المنطقة المستهدفة بالتطوير. واستطرد أن من هذه التقسيمات هناك مناطق ليست لها مقومات استثمارية لجذب القطاع الخاص بوضعها الراهن حيث تقوم الأمانات والبلديات بإعداد وتنفيذ مخطط تطويري لهذه المناطق شاملا شبكة طرق وخدمات بما يشجع القطاع الخاص على المساهمة في التطوير. وبالنسبة للمناطق ذات الخصائص العمرانية القابلة للتطوير ذاتيا فيتم تنفيذ مشاريع عاجلة لتوسعة شبكة الطرق والسفلتة والرصف والإنارة والخدمات، موضحا في السياق نفسه بأنه في حال اعتماد المبالغ اللازمة لمشاريع تطوير المناطق العشوائية بمحافظة جدة والتي تدخل في نطاقها الكرنتينا والأحياء العشوائية في الجنوب من قبل وزارة المالية ضمن الميزانيات السنوية للأمانة فسيتم مباشرة تنفيذها. (عكاظ)
مشاركة :