أطلقت (مؤسسة شانجارها الهندية) غير الهادفة للربح موقع (أنا دفَعْت رَشْوة) لفضح الفساد. الموقع يُمَكّنُ مستخدميه من الدخول عليه دون كشف هوياتهم، والاعتراف بدفعهم أو تلقيهم رشوة مع تحديد قيمتها، ونوع الخدمة مقابل المال، ومكان دفع الرشوة. والهدف من تلك الخطوة جمع أكبر عدد من المعلومات عن الفساد الإداري لمساعدة الحكومة على مجابهته. أيضاً وبحسب (رويترز) فإنّ الصين استنسخت التجربة نفسها بإطلاقها موقع (دَفَعْتُ رشوة)؛ وذلك في محاولة جادة لمواجهة الفساد باعتبار أن أكبر حاجز وعائق أمام كشف ممارساته التي تجري داخل المكاتب والفنادق والغرف المغلقة الخوف من انتقام هوامير الفَسَاد. وهنا وبما أنّ (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نَزاهَة») إنما أُنشئت لمحاربة الفساد الإداري والمالي؛ لأنهما مَن يُهَدِّد مسيرة التنمية في بلادنا، ولأنها ذات صلاحيات كبيرة، فقرار إنشائها يَنُصّ بأن قبضتها تَصِل لـ(كائنِ مَن كَان) فهذه دعوة لها لِتُفِيد من مثل تلكم التجارب وغيرها، فالبداية الصحيحة تكون من محطة حيث انتهى الآخرون. فـ(نزاهَة) أراها مطالبة بترك المؤتمرات والندوات والمحاضرات، والابتعاد عن الأساليب الوعظيّة التي لن تؤثّر أبداً في نفوس الفاسدين، والعَمَل على ابتكار وتصميم برامج حاسوبية تقنية رائدة لكشف الفساد؛ تكون ذات بُعدين، أحدهما يعمل على حماية كل مَن يرغب في إماطة اللثام عن وجوه الفساد، والآخر يقوم بالتّأكّد من المعلومات ورَصْد مصداقيتها لإبعاد شبح الوشاية، والقضايا الملفقة الكيدية. أخيراً.. يا عزيزتنا نزاهَة: والله نثق بك، ونقدّر جهود منسوبيك؛ ولكن ما نرجوه سرعة النزول للميدان لكشف فَسَاد وصفقات الماضي، واسترداد المال العام منها، وكذا وقاية وطننا من فساد قد يحضر في المستقبل؛ نرجوكم (الجِدّية، والشفافية، والعدالة حتى لا ينجو كائناً مَن كان). aaljamili@yahoo.com
مشاركة :