قبل أيام أعلن مصرف أبو ظبي الإسلامي في الإمارات عن تأجيله سداد أقساط التمويلات الشخصية المستحقة خلال شهر يوليو لجميع عملائه، وذلك بمناسبة شهر رمضان المبارك دون احتساب أي رسوم إضافية على التأجيل. طيب أين بنوكنا من تلك المبادرات الإنسانية؟! فوسائل الإعلام لا تحمل من أخبارها إلا تحقيق الأرباح التي تتضاعف (اللهم لاحَـسَـد) بصورة دورية ومستمرة، ولم ولن تتأثر بأي هَـزّات اقتصادية عالمية! فقد أوضحت دراسة أعدتها وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة الاقتصادية، ونُـشرت الجمعة الماضية نمو أرباح المصارف السعودية المدرجة، والبالغ عددها 11 مصرفا بنسبة (9%)، ما يعادل نحو (460 مليون ريال)، لتتجاوز ثمانية مليارات ريال في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بـ ( 7,6 مليار ريال) للربع المماثل من العام الماضي. يا ما شاء الله و(خَـمْـسَـة وخُـمَـيْـسَــة في عين العَـدو) كما يقول أهل مصر الكنانة!، بنوكنا تحقق من خيرات الوطن والمواطن المليارات سواءً من التمويل والقروض أو الاستثمارات، ولكنها في مقابل تلك المكاسب لم تُـقَـدّم هنا شيئاً يستحق الـذّكـر! فبنوكنا للأسف لم تمنح المواطنين إلا الفوائد التراكمية ذات النسبة العالية على خدمات التمويل الشخصي والقروض العقارية، بل وصل الأمر لامتصاص دماء الطبقة الفقيرة منهم تحديداً؛ فحتى الحسابات الغَـلْـبَـانة تَـفْـرِض عليها بعض البنوك غرامة شهرية؛ لأنها (مِـنْـشَـار) يلتهم فريسته دون رحمة، ومهما كانت صغيرة أو ضعيفة!! أيضاً أغلب بنوكنا لا يعرف مصطلح (المسئولية الاجتماعية)، فلا مساهمة في إعمار الوطن بتمويل بناء المدارس أو المستشفيات والمراكز الصحية، ولا دعم للمشاريع التنموية، وبرامج تدريب الشباب وتوظيفهم، ولا رعاية للفعاليات الاجتماعية والثقافية ، ولا دعم للجمعيات الخيرية والمحتاجين. يا جماعة معظم بنوكنا ينطبق عليها الـمَـثَـل المصري: قالوا لفِـرْعون مَـن فَـرعَـنك؟! قال: ما لقِـيْـتش حَـدّ يِـلِـمّـنِـي، أو يُـوَقّـفْـنِـي عند حَـدّيَ )! فمؤسسة النقَـد تَـرَكَـت (الـخِـيْـط والـمِـخْـيَــط) للبنوك لكي تفعل ما تشاء؛ بل إنها تقف دائماً في طابور مصالحها ، حتى أنها سمحت للبنوك أن تكون الـخَـصم والقاضي، فَـبِـضَـغْـطَـة زِر يستطيع أيُّ بنك أن يضع العمِـيْـل في القائمة السوداء لدى (سِـمَـه) التي تحرمه من حقوقه المصرفية، تفعل ذلك دون حكم قضائي! ويبقى ..أجزم أن مجلس الشورى مطالب بإعادة النظر في تعاملات البنوك، وفوائدها، وخدماتها بما يحفظ للمواطن والوطن حقوقهما، قولوا تم يا أعضاء الـشّـورى! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain