تعلموا من الحسو! | إبراهيم معتوق عساس

  • 6/25/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

هل تصدق أن قرية صغيرة تقع شرق المدينة المنورة تابعة لمحافظة الحناكية اسمها الحسو هذه القرية لم نكن نعرف عنها شيئاً وأنها تتميز بإطلالة رائعة وأنها منطقة جيدة أو ممتازة لرعاة الإبل والماشية إلا بعدما قرأناه وشاهدناه عبر مواقع التواصل الاجتماعي من صور تبين جمال هذه القرية التي استطاع رئيس بلديتها محمد الشمري أن يحولها من قرية الى مدينة جميلة وفي أربع سنوات أقيمت فيها الشوارع البديعة والانارة والحدائق الخلابة والأسواق التجارية والأسواق الشعبية وتجهيز ملعب مركز الحسو الجديد ،ولوحات إرشادية للمحافظة على نظافة المدينة وغيرها من المشاريع التي دفعت أهل هذه القرية لكي يتفاعلوا مع رئيس بلديتهم لأنه استطاع أن يجعلهم شركاء في النجاح الذي تحقق ،فأصبح المواطن في الحسو يتفاخر ويتمسك بالعيش فيها ومن شدة الإعجاب بما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً الصور الجميلة التي جعلت الكل يريد أن يتعرف على الحسو ،وكلمة الحسو أُطلقت على القرية لان بها وفرة من الآبار وكثرة المياه والأمطار ،فهذه القرية تبعد 350 كم عن مدينة ينبع الصناعية،وقد وفق الله من اختار رئيس بلديتها فاستطاع وفي مدة وجيزة أن يغير شكلها ويجعلها مدينة ، لذلك لا غرابة أن يكرم أبناء الحسو رئيس بلديتهم خاصة أن بعض سكان المدن الكبرى عندما شاهدوا التطور الذي حصل في الحسو ، اخذوا يعبرون عن إعجابهم وراحوا يمنون النفس بعد أن ادخل هذا الرئيس في قلوبهم أن لا شئ مستحيل إذا كانت هناك رغبة صادقة لتنمية المكان الذي يؤثر ايجابياً على الإنسان وأن التنمية لا تتحقق إلا من خلال مسئول يتم اختياره بطريقة موفقة وأن مسألة الإمكانيات المادية فقط لا تفيد إذا سلمت لفاقد الشئ أي للمسئول غير الموفق لأن الأموال التي في يده سوف تصرف على مشاريع لا تفيد المدينة فيسمع المواطن عن ميزانيات وإمكانيات ومشاريع سوف تقام فلا يرى شيئاً لأن من يصرف الأموال ويعتمد المشاريع إما أن يكون غير متخصص أو غير قيادي ولا مهني ،وقد يمكث ذلك المسئول أكثر من عشر سنوات فلا يغير في المدينة شيئاً . وعودة للحسو ورئيس بلديتها فقد كان من ضمن الصور المتداولة صور لأجزاء من القرية قبل التطوير وصور أخرى بعض التطوير وكان الفارق شاسعاً بين القديمة والجديدة لصالح ما أصبحت عليه هذه القرية التي تحولت لمدينة صغيرة باهرة وهذا يستدعي في ذهن الإنسان مقارنة لمدن فيها مناطق عشوائية وشوارع تحتاج إلى تخطيط وإعادة دراسة ومناطق تحتاج إلى تطوير وحركة مرورية تحتاج إلى تنظيم فلو اُخذ لمثل هذه المدن الكبيرة صور قديمة وصور حديثة بعد مرور عشر سنوات لما وجد المقارن بينهما أي فروق جوهرية بل قد يكون هناك تراجع في الصور الحديثة عما كان عليه الحال في الصور القديمة مثل ازدياد حجم وعدد المناطق العشوائية وتلبك الحركة المرورية وانحسار المساحات الخضراء والحدائق وتآكل طبقات الإسفلت وامتلاء شبكات تصريف السيول الداخلية بالأتربة والنفايات وعدم وجود تعاون بين رجال المال والأعمال في تلك المدن وبين أماناتها بسبب البيروقراطية التي يمارسها مسئولو البلديات أو الأمانات بل ان أولئك المسئولين قد يعمدون إلى وضع العراقيل وتعقيد الإجراءات والتسويف والمماطلة ولو كان هناك مراقبة ومساءلة لأمثال هؤلاء المسئولين عن أسباب عدم تطوير المدن والمحافظات التي يعملون في أماناتها أو بلدياتها وأسباب ابتعاد رجال الأعمال عن المشاركة الايجابية في تطوير تلك المدن لتم تلافي تلك العراقيل وتمهيد الطريق أمام حركة التنمية في تلك المدن . فهنيئاً للحسو برئيس بلديتها الذي يستحق التكريم ونسأل الله أن يقيض للمدن المتأثرة بعدم حيوية الإدارة في أماناتها وبلدياتها أمناء ورؤساء بلديات قادرين وحريصين على قيادة التنمية فيها . assas.ibrahim@yahoo.com

مشاركة :