بدأت المواجهات العسكرية في اليمن تتجه نحو الحسم العسكري مع استمرار تعثر مشاورات السلام في الكويت، مع وصول تعزيزات ضخمة لقوات الشرعية والتحالف إلى تخوم العاصمة صنعاء، بينها أسلحة نوعية، وسط استمرار المعارك العنيفة مع الميليشيات في محافظات عدة، حيث حققت قوات الشرعية تقدماً في الجوف وتعز، وقامت بعمليات نوعية في شبوة وحجة والبيضاء. وفي التفاصيل، أكد الناطق باسم مقاومة صنعاء الشيخ عبدالله الشندقي، لـ«الإمارات اليوم»، إن الخيار العسكري بات الخيار الوحيد لإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية إلى اليمن في ظل استمرار تعثر مشاورات الكويت نتيجة تعنت ومراوغة الانقلابيين. وأشار الشندقي إلى أن المعارك في جبهات نهم ومأرب والجوف دخلت مرحلة الحسم العسكري، وبدأت عمليات واسعة ضد الميليشيات بهدف تطويقها والانتقال إلى مربعات عسكرية جديدة باتجاه معاقل الانقلابيين في صنعاء وصعدة وعمران. وأكد وصول تعزيزات عسكرية نوعية إلى جبهات نهم الجمعة الماضية، قادمة من محافظة مأرب، بينها أسلحة تدخل المعركة لأول مرة، لافتاً إلى أن المعارك المرتقبة ستكون وفق خطة عسكرية محكمة أعدت سلفاً، وتم مناقشتها مع الحكومة الشرعية وقيادة التحالف، وتم إقرارها والعمل بها في جميع الجبهات من دون استثناء، من صنعاء إلى تعز إلى البيضاء والجوف ومأرب وحجة وشبوة. وكانت مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع الميليشيات في منطقة الأعروش بمديرية خولان شرق العاصمة صنعاء، بالتزامن مع اندلاع معارك عنيفة في جبهات نهم المحاذية لمديرية بني حشيش. في الأثناء، دعا الرئيس المخلوع أنصاره إلى الاستعداد لخوض معركة الدفاع عن العاصمة، وقال في كلمة متلفزة بعد يومين من كلمة مماثلة لزعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي، إنهم في حزب المؤتمر لديهم الاستعداد لخوض معركة تمتد 10 سنوات مقبلة، في إشارة إلى أن الخيار العسكري بات الخيار الوحيد الذي يمثل الميليشيات. وفي الجوف، واصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة تقدمها في جبهات الغيل والمصلوب، وبدأت بالتوجه نحو مديرية المطمة في عملية عسكرية مباغتة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في المديرية، التي تحاذي محافظة عمران مباشرة، وباتت قوات الشرعية على أبواب أهم محافظات الربط بين صعدة وصنعاء. وأكدت مصادر في المقاومة أن قوات الشرعية بدأت عملية عسكرية واسعة من ثلاثة محاور باتجاه قرية الغيل لتحريرها، بعد تمكنها من السيطرة على مزرعة حميد الدعروري وتباب السرعوف، وتمكنها من قطع طرق الإمداد عن الميليشيات نحو الغيل بالكامل، مشيرة إلى أن قبيلة بني نوف انضمت إلى صفوف المقاومة والجيش، وبدأت في تطهير مناطقها من الميليشيات. وكانت قوات الجيش والمقاومة سيطرت على مناطق جبال حام الأعلى والأسفل في مديرية المتون غرب المحافظة، والتي تعد البوابات الرئيسة باتجاه مديريتي الزاهر والمطمة، وقتلت العشرات من عناصر الميليشيات، بينهم القيادي الميداني للحوثيين ناصر صالح مصلح الشلح المكنى بـ«أبي علي الشلح»، وغنمت مخازن أسلحة في موقع تدريبي للميليشيات في حام، كما تمكنت من السيطرة على مواقع عدة في الغيل. وفي مأرب، شهدت المنطقة العسكرية الثالثة تحركات عسكرية واسعة لقوات الشرعية والتحالف باتجاه جبهات صنعاء. وذكر شهود عيان أن آليات عسكرية ضخمة تحركت من المنطقة باتجاه جبهات نهم في شمال العاصمة صنعاء، بينها أسلحة متطورة استعداداً لخوضها معارك استعادة المناطق الشمالية من اليمن. من جانبها، شنت مقاتلات التحالف غارات على تعزيزات للميليشيات غرب مديرية صرواح، وسط تبادل القصف المدفعي والصاروخي بين الميليشيات من جهة وقوات الجيش والمقاومة من جهة ثانية، في المشجح وهيلان والمخدرة. وفي عمران، البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء، دفعت الميليشيات بآليات عسكرية ضخمة باتجاه جبهات القتال في تخوم الجوف وصنعاء، وذكر شهود عيان في منطقة ريدة الواقعة على الطريق المؤدية إلى صعدة والجوف، أن عشرات المدرعات والدبابات شوهدت وهي تمر من الطريق الرئيس باتجاه المناطق المحاذية للجوف، وعربات تحمل ذخيرة وأسلحة ترافق تلك التعزيزات. وفي تعز، بدأت قوات الجيش والمقاومة تنفيذ خطة تحرير المحافظة التي قدمت إلى الحكومة الشرعية خلال اللقاء الأخير برئيس الحكومة أحمد بن دغر، بقيادة المقاومة والجيش في تعز، والتي تم الموافقة عليها، في حين دفعت الميليشيات بتعزيزات عسكرية جديدة إلى منطقة الحوبان شرق المدينة. وذكر القيادي في المقاومة بالجبهة الغربية لمدينة تعز محمد مهيوب لـ«الإمارات اليوم»، أن قوات المقاومة والجيش تمكنت من صد هجوم واسع للميليشيات على مواقعها في محيط اللواء 35 مدرع وشارع الثلاثين، وتمكنت من الزحف ودحر الانقلابيين إلى خلف السجن المركزي في منطقة الضباب. وقال إن قوات المقاومة والجيش تمكنت من تأمين المناطق المحيطة باللواء التي كانت مناطق مشتعلة بالمواجهات طوال الأشهر الماضية، وتقدمت باتجاه السجن المركزي المطل على وادي الضباب ومنطقة حدائق الصالح التي تتمركز فيها الميليشيات بشكل كبير، وصولاً إلى جبل المعالي، مشيراً إلى أن المدينة شهدت خلال اليومين الماضيين أعنف المعارك والقصف في جميع الجبهات. وأضاف مهيوب أن قوات المقاومة والجيش في عدن تلقت دعماً كبيراً من التحالف والشرعية في عدن خلال اليومين الماضيين، إلى جانب إعلان قبائل عدة في مديريتي شرعب وجبل حبشي إرسال مقاتليها لمساندة المقاومة والجيش في جبهات تعز المختلفة، مؤكداً تمكنهم في الجبهة الغربية من أسر 12 من عناصر الميليشيات، وقتل أربعة آخرين، فيما استشهد الشيخ عبدالغفار سعيد الشرعبي، أحد قيادات المقاومة في مواجهات تبة ياسين في شارع الثلاثين، ولقيت طفلة مصرعها في غرب المدينة. وشهدت جبهات القبيطة وكرش في محافظة لحج معارك عنيفة بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات من جهة أخرى، تمكنت فيها قوات المقاومة والجيش من قتل 10 من عناصر الميليشيات في جبهة كرش بمساندة مقاتلات التحالف، التي شنت غارات نوعية على تجمعاتهم في منطقة حمام الحويمي. ووفقاً لمصادر في مقاومة لحج، فإن الغارات أدت إلى مصرع العشرات من الميليشيات في منطقة قداش بالحويمي. وفي البيضاء، نفذت المقاومة الشعبية عملية ناجحة ضد تعزيزات للميليشيات في منطقة الحسينية بمديرية ذي ناعم، ما أسفر عن تدمير أربع عربات عسكرية، ومصرع وإصابة عدد ممن كانوا على متنها. وفي حجة، نفذت المقاومة في إقليم تهامة هجوماً على مقر إدارة أمن المحافظة الذي تحتله الميليشيات، ما أسفر عن إصابة 23 من عناصر الميليشيات التي كانت داخل المقر. وفي ذمار، نفذت مقاومة إقليم أزال عمليتين نوعيتين استهدفتا عربتين عسكريتين تابعتين للميليشيات، ما أدى إلى مقتل وإصابة من كانوا على متنهما. وفي إب، تجددت الاشتباكات بين المقاومة والميليشيات في منطقة «عدن بني شبيب»، بمديرية حبيش، بعد قيام الميليشيات بقصف قرى الشعاور بحزم العدين، فيما أقدمت الميليشيات على نهب مواد إغاثة من فريق تابع لمنظمة «يونيسيف»، بعد الاعتداء على فريق إغاثي تابع للمنظمة في مديرية العدين غرب المدينة. وفي شبوة، لقي ثلاثة من عناصر الميليشيات مصرعهم، بينهم قيادي ميداني، إثر قصف مدفعي للجيش والمقاومة على مواقع الميليشيات في مديرية عسيلان.
مشاركة :