بمجرد أن أعلن الصحافي وعمدة لندن السابق، بوريس جونسون، في شهر فبراير الماضي، دعمه لحملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، تغيّرت ملامح تلك الحملة، فجونسون سياسي محبوب، ويتمتع بشعبية كبيرة لدى الرأي العام البريطاني، وفي صفوف حزب المحافظين أيضاً، وبعد أن تزعم رسمياً حملة دعاة الخروج من الاتحاد، منحها ثقلاً نوعياً وهو ما أخفق فيه من قبله دعاة الخروج البارزين، على غرار نايجل فراج، وجورج غالوي. ويتهم ألكسندر دي، بوريس جونسون، المولود في نيويورك (19 يونيو 1964)، بأنه قاد حملة الخروج عن الاتحاد الأوروبي، كخطوة انتهازية بالدرجة الأولى، ولا تنم عن قناعة حقيقية، لكونه يرغب فقط في تحسين فرصه ليصير زعيم حزب المحافظين. نجاح صحافي قبل دخوله إلى عالم السياسة، كان جونسون، الذي تجـــــري في عـــــروقه دماء الأتـــراك المسلمــين، صحافياً ناجحاً، يكتب في صحف مرموقة، على غرار تايمز وديلي تلغراف، وخلال فترة توليه منصـــب عمدة لندن، كان أجره كصــــحافي يفوق ما كان يجنيه من وظيفته الســــياسية، وبعد ثماني سنوات، عمل فيــــها كعمدة لبلدية لــندن، عاد عام 2015 إلى البرلمان كنائب. شخصية كارزمية ووصف المعلق السياسي، جيمس بلوودوورث، عمدة لندن السابق، قائلاً: جونسون شخصية كاريزمية، وله تأثير كبير.. وأعضاء حزب المحافظين يعرفون أن الفوز يكون دائماً حليف بوريس، لكنه يلعب بشكل جيد للغاية على الوتر الإيديولوجي للحزب، وهو ما يعد مزيجاً نادراً. وعلى الرغم من مظهره وتسريحة شعره المثيرة، ترجح بعض التحليلات إلى إمكانية أن يصبح جونسون خليفة لكاميرون، الذي يصفه الأول بتلميذ نخبة المؤسسات، إيتون وأكسفورد، غير أن البعض يشككون في قدرات جونسون كسياسي، فخلال فترة توليه منصب عمدة لندن، ارتفعت على سبيل المثال أسعار النقل العمومي. عراقيل أفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أمس، أن قياديين في حزب المحافظين، يبذلون جهوداً لمنع جونسون من الوصول إلى 10 دواننغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية). وأشارت إلى أبرز منافسي جونسون، هي تيريزا ماي، وجيرمي هانت، نيكي مورغن، ستيفان كرابب، وأندريه ليدسم، وربما ينضم إليهم وزير المالية، جورج أوزبورن. وقالت إن أعضاء حزب المحافظين في البرلمان البريطاني، تلقوا اتصالات مكثفة من حلفائهم لمعرفة السياسي الذي سيدعمونه بعد كاميرون.
مشاركة :