600 متطوع هندي في السعودية؟! - فهد بن جليد

  • 10/7/2016
  • 00:00
  • 58
  • 0
  • 0
news-picture

علاقة المقيمين في السعودية مع هذا البلد العظيم ليست علاقة مادية صرفة -كما يعتقد البعض- فقد رأينا وسمعنا عن نماذج كثيرة سطرت أروع الأمثلة في الإقامة الحسنة والمثالية وحب المملكة ومن مُختلف الجنسيات؛ فهي علاقة خاصة جداً، بعيداً عن مُجرد فكرة جمع (حفنة من الدولارات) والعودة بها إلى البلد الأصلي. في الأيام الماضية حاولت بعض وسائل الإعلام المُعادية للمملكة، ومنها للأسف بعض الصحف والقنوات العربية، تشويه صورة بلادنا، واستغلال الموضوع الذي شغل الرأي العام الهندي حول قضية تعلق عشرات العمال الهنود في المملكة بعد أن فقدوا وظائفهم دون استلام مُستحقاتهم النظامية التي كفلها لهم نظام العمل -وهو أمر غير مقبول ومُخالف للنظام العمالي العادل والمُطبق في المملكة-، فقدان العشرات من هؤلاء لوظائفهم كان لأسباب تتعلق بالشركات المُشغلة نفسها، وقد نجحت وزارة العمل السعودية بالتنسيق مع المسؤولين الهنود في إنهاء هذا الوضع، الذي لم يؤثر بأي حال من الأحوال على ما ينعم به أكثر من (مليونين ونصف المليون) مُقيم هندي في المملكة، يعملون بانتظام في أعمالهم، ويشاركون السعوديين تنمية بلدهم بكل حب وتقدير. لنحاول إخراس الألسن التي استغلت المشهد لتشويه صورة المملكة، وإظهار المقيمين فيها بصور غير إنسانية مُخالفة للواقع، بنقل الواقع الحقيقي كما هو بتجرد، فهو كفيل بإيضاح حقيقية المقيمين في السعودية بعيداً عن مُزايدات المُغرضين، يوم الأربعاء الماضي مثلاً تم في جدة تكريم نحو 600 مقيم من الجالية الهندية نفسها، ومن مُختلف الوظائف والمهن (عمال عاديون، أطباء، مُهندسون، سائقون.. إلخ)، وهم يستحقون الشكر والتقدير نظير ما قاموا به من خدمات تطوعية لحجاج بيت الله الحرام داخل المشاعر المقدسة، بالتعاون بين المكتب التعاوني لتوعية الجاليات بجدة، وجمعية هدية الحاج والمُعتمر، وهو عمل تطوعي سنوي اعتاد عليه الهنود من تلقاء أنفسهم بالتنسيق مع بعض جهات الخدمات، حيث شكلوا سلسلة متواصلة لدفع العربات، وإرشاد التائهين، وتنظيف المقار، انطلاقاً من حبهم لهذا البلد المُقدس، ومسؤوليتهم الدينية، ولسهولة تواصلهم مع الناطقين بلغات ولهجات القارة الهندية. الهنود يشكرون على هذه الأعمال التطوعية، وهذا عمل واحد من نماذج تحكي وتكشف حقيقة علاقة (الجاليات المُقيمة) مع المملكة البلد والشعب، والنماذج تتعدد! وعلى دروب الخير نلتقي.

مشاركة :