تحت عنوان "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: بداية جديدة للاتحاد الأوروبي أم بداية النهاية؟"، أوضحت صحيفة "وورلد أفيرس" أن النداء العاطفي للاستقلالية فاز، واصفة يوم الاستفتاء البريطاني بالسيئ بالنسبة إلى أوروبا. ولفتت الصحيفة إلى أن ما يلي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي محفوف بالشكوك، وقالت "المملكة المتحدة عليها أن تبلغ الاتحاد الأوروبي برغبتها في الخروج، الأمر الذي سيبدأ مفاوضات الانفصال التي ستستغرق نحو عامين، في حال وافقت كل الدول الباقية بالإجماع على تمديد فترة هذه المفاوضات"، مشيرة إلى أن هوية المفاوضين غير واضحة من جانب المملكة المتحدة مع وجود مستقبل سياسي ضعيف لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وتابعت "النتيجة المحتملة لخروج بريطانيا بعد سنتين لا تزال مجهولة، وستكون ذات تكلفة على أسواق الأسهم، وربما بدأنا نشهد تأثير خروجها منذ تلك الليلة، وسيزداد هذا المصير المجهول خطورة بسبب الاضطرابات السياسية والانقسامات التي ستفصل بين الأحزاب". وذهبت الصحيفة إلى أبعد من ذلك، موضحة أن المستقبل السياسي لحزب استقلال المملكة المتحدة الذي حقق هدفه الأساسي ربما يكون مجهولا أيضا، مشيرة إلى انقسام عميق في بريطانيا، بين مختلف المجموعات السكانية والجغرافية مع تصويت لندن وأيرلندا الشمالية وأسكتلندا في سبيل البقاء في الاتحاد الأوروبي. وأردفت "هذا الاتجاه يوقظ الرغبة باستقلال أسكتلندا من جديد، على أقل تقدير، وذلك مع وجود الشكوك بشأن مستقبل استمرارية المملكة المتحدة". التأثير الاقتصادي على المدى البعيد، فإن التأثير الاقتصادي لخروج بريطانيا سيعتمد على طبيعة صفقة الانفصال، حسب الصحيفة، التي أضافت "لو استطاعت المملكة المتحدة أن تبقى في السوق الموحدة، مستفيدة من العناصر التي تناسبها من الناحيتين السياسية والاقتصادية، فإن التأثير الاقتصادي سيكون محدودا". واستدركت "الوصول إلى السوق الموحد أمر غير محتمل، إذ إنه سيصبح مثالا يحتذى به، مما قد يدفع الدول الأخرى لأن تفكر في الخروج من الاتحاد الأوروبي، والمطالبة بهذه الاستثناءات من بعض الشروط، وسيكون من الصعب شرح السبب للبقاء في هذا النادي إذا كان باستطاعة الدول الأعضاء أن تخرج وتستفيد من بعض المميزات في الوقت نفسه".وتنبأت الصحيفة بأن يكون لخروج بريطانيا من الاتحاد عدة عواقب، منها انخفاض رغبة الشركات في الاستثمار داخل المملكة المتحدة، وكذلك وجود قيود مفروضة على سكان بريطانيا من حيث العيش في باقي الاتحاد الأوروبي. تغيير قيادة الاتحاد أوضحت الصحيفة أن الخطوة المقبلة تتطلب تغييرا في قيادة الاتحاد على مستوى المؤسسات، مشيرة إلى أن الدول الأعضاء ستعلن تقبلها لهذه النتيجة واستعدادها للدفاع عن الكتلة الأوروبية. وقالت "حتى إن كان الاتحاد صامدا بعد خروج بريطانيا، فإن ذلك لا يبشر ببداية جديدة، ومن الممكن للمنظومة الأوروبية أن تمنع خروج باقي الدول الأخرى، ولكنها غير قادرة على أن تنتج قوة دافعية لتحويل وإصلاح الاتحاد، الذي سيستمر بخسارة أسسه، وسيصبح مهمشا بسبب التحديات الكبيرة التي تواجهها أوروبا، حتى يعثر على كيفية الإصلاح". اضطرابات أكدت "وورلد أفيرس" أن التأثير المباشر على الاتحاد سيكون مجهولا ومضطربا، لوجود قضايا عملية وصعبة لا بد من حلها، وطرحت عددا من التساؤلات على النحو الآتي، ما الذي سيحصل لميزانية الاتحاد الأوروبي؟ ماذا سيكون دور المملكة المتحدة في الاتحاد خلال فترة المفاوضات؟ وتوقعت أن مفاوضات خروج بريطانيا ستجعل من جدول أعمال الاتحاد الأوروبي مزدحما للأشهر والسنوات المقبلة، مما يضعف من مقدرته على التطرق لعمليات الإصلاح اللازمة لمواجهة التحديات والأزمات الحالية.
مشاركة :