الشباب هم عماد ومستقبل الأمم، وسبب تفردها ورقي حضارتها، والاستثمار فيهم استثمار مضمون العوائد على المجتمع. مجلس الشورى وافق مؤخراً على مشروع «الاستراتيجية الوطنية للشباب»، واقترح إنشاء جهاز بمسمى «المجلس الأعلى للشباب»، يعنى بالأشراف على تنفيذ بنودها، فشبابنا يحتاج الرؤية ترسم لهم مساراً مؤسسياً لاستيعاب حماسهم وإبداعهم، وتعزز قيم الانتماء الوطني لديهم، وتنمي روح المشاركة المجتمعية عندهم، وإكسابهم القدرات والمهارات ذات البعد المعرفي، وتحفزهم على الابتكار، وتؤكد شمولية دورهم ومحورية مشاركتهم في جميع أوجه التنمية، وتعدهم لمواجهة تحديات التغيير الاجتماعي، وتحصنهم من الانحرافات السلوكية والفكرية الدخيلة على المجتمع، وتعمل على تحييد المخاطر التي تحاصرهم، وتوجد منافذ ونشاطات ترويحية سواء بدنية أو ذهنية لتفريغ طاقاتهم فيما يحقق آمال ذويهم ويلبي تطلعاتهم ويعود عليهم وعلى الوطن بالفائدة. الشباب مرحلة عمرية يحرصون فيها على أن تتشكل هويتهم بصورة مستقلة، لذا أعتقد أن الشباب ليسوا في حاجة لجهاز يرسم السياسات التي سترسم بمجرد صدور الاستراتيجية من مجلس الوزراء، وإنما أزعم أنهم بحاجة لأداة تنفيذية وحقيقية التفاعل مع واقعهم ومتطلباتهم، ويتمكنون خلالها من رسم إطار المبادرات والبرامج التي هم معنيون بها في الآخر، كي تحدث تغييرات إيجابية تنعكس على شأنهم، والحل هو في هيكلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب تنظيمياً، لتكون وزارة للشباب والرياضة، وتفعل الذراع المعنية بالشباب وهمومهم ليحقق الغرض منها كما هو في الرياضة.
مشاركة :