طاقات شبابية مهدرة واوقات ثمينة تضيع هباء بلا نفع او فائدة .. هكذا يقضي الكثير من شباب حائل ساعات طويلة في المقاهي والاستراحات والمزارع في الهواء الطلق، إما لمتابعة مباريات كرة القدم أو لقضاء أوقات الفراغ بتدخين السجائر أو الارجيلة «الشيشة» وتبادل النكات والضحكات ولعب «البلوت» وأمور أخرى. ورغم استياء الأهالي والأمهات والزوجات من تصرفات الشباب وغيابهم عن منازلهم في بداية المساء حتى منتصف الليل، الا ان شباب حائل يعزو هروبه من المنزل الى اسباب متعددة منها كثرة المشكلات الاسرية والفراغ والملل وندرة المناشط الرياضية والثقافية ودور الترفيه وانشطة ترويحية في المنطقة. «المدينة» ناقشت مع نماذج من شباب حائل اسباب اهدار جل اوقاتهم في المقاهي والاستراحات فيما لا يفيد، فتنوعت دوافعهم واختلفت آراؤهم فالشاب مالك المشوح، يرجع سبب قضائه مع أصدقائه أوقاتا طويلة في المقاهي والاستراحات إلى عدم وجود مناشط شبابية أو أماكن مخصصة لقضاء هواياتهم، ما يضطرهم يوميا إلى التوجه إلى المقاهي والبقاء حتى آخر الليل، وقضاء الوقت بين الحديث وتناول العشاء ومشاهدة القنوات الفضائية. وحمل الشاب رحيل الشمري الأسر أسباب هروب الأبناء وهجرتهم الليلية إلى المقاهي والاستراحات بغرض قضاء أوقات الفراغ، الى المشكلات الكثيرة داخل المنازل وعدم وجود أجواء إيجابية تدفع الشباب للبحث عن ملجأ أو مكان لقضاء أوقات جميلة بعيدا عن منغصات الحياة؛ لذلك فالغالبية العظمى منهم هدفه الهروب، مطالبا الأسر بضرورة تحمل مسؤوليتها ومراقبة أبنائها. واختلف الشاب مشاري الرحيل مع رأي مشاري حول أسباب لجوء الشباب إلى الاسترحات، موضحا أن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى قلة المناشط المقدمة للشباب في الأندية الرياضية والأدبية وفي مراكز الأحياء، مقللا من السبب الأسري. غياب المناشط فيما أكد الشاب عبدالله الهاجس على أن المقهى أو الاستراحة يعدان المكان الترويحي المتاح للشباب في ظل منعهم من الدخول إلى الأسواق ومدن الملاهي والمطاعم الكبرى، وعدم وجود دور للعروض السينمائية أو المسرحية أو أنشطة ترويحية وترفيهية تشغل أوقات الشباب بالنافع المفيد وتنمي مداركهم وتوسع ثقافتهم، فلا يجدون سوى هذا الملجأ الوحيد ودعا الشاب فايز المطارد إلى أهمية إيجاد مناشط شبابية لتنمية أوقاتهم، وذلك بالتعاون بين مراكز الأحياء وإدارات التربية والتعليم والأندية الرياضية والشؤون الاجتماعية وإمارات المناطق. المسابقات الكروية ولكن مسلم الرميد رأى أن سبب لجوء كثير من الشباب إلى المقاهي هو المسابقات الكروية المشفرة والتي تجعل الشباب يتسابقون إلى المقاهي في أوقات بث هذه المباريات لحجز الجلسات الشاغرة، مبينا أنه مع مجموعة من أصدقائه يعمدون إلى الذهاب إلى إحدى المقاهي التي اعتادوا الجلوس فيها لمشاهدة مباريات الدوري السعودي إضافة للمسابقات العربية والأوروبية والعالمية، التي تغطي معظم أيام الأسبوع تقريبا، مما يجعل هذه المقاهي مليئة طيلة أيام الأسبوع. فيما اشار يوسف الجناخ ان سبب ذهابه للاستراحة لأوقات طويلة هو الملل الذي نعيشه بحائل لعدم وجود اماكن ترفيهية، فالاستراحة تجمعنا انا واصدقائي لتبادل الاحاديث وايضا لطبخ ما يحلو لنا. فيما رأى أكاديمي بجامعة حائل ان تطوير أدوات الترفيه الملموسة، هو الحل الوحيد بدلًا من الوضع الحالي، وعلى المسؤولين تدارك اوضاع الشباب وإشغالهم، كون الفراغ سيقودهم لا سمح الله الى مسالك امنية واخلاقية غير مقبولة. المزيد من الصور :
مشاركة :