لم يفز منتخب إيطاليا على نظيره الإسباني في بطولة رسمية منذ كأس العالم 1994 بالمباراة التي انتهت بنتيجة 2-1، بعد ذلك في يورو 2008 ويورو 2012 لم يتمكن المنتخب الإيطالي من التغلب على نظره الإسباني، كذلك الحال في بطولة كأس القارات. منتخب إيطاليا على الرغم من تغير الجيل والمستوى المتميز الذي قدمه في البطولة، إلا أن بعض الثقة الكبيرة قد انهارت قليلا عقب مواجهة أيرلندا والخسارة، لكن مواجهة إسبانيا غير، فما الذي ينقص إيطاليا حتى يتغلب على إسبانيا؟ مشكلة الهجوم في يورو 2008 تواجه المنتخب الإيطالي مع نظيره الإسباني في دور الـ8 حسمت تلك المواجهة ركلات الترجيح، على الرغم من امتلاك أسماء مثل أنتونيو دي ناتالي وماركو بوريلو وفابيو كوالياريلا وأنتونيو كاسانو وأليساندرو ديل بييرو، فمنتخب إيطاليا سجل 3 أهداف فقط في تلك البطولة وفشل في هز شباك إسبانيا. في يورو 2012 كانت بطولة مميزة للطليان، سجلوا في دور المجموعات 4 أهداف منهم هدف في مرمى إسبانيا وفي الأدوار الإقصائية سجلوا هدفين، امتلك المنتخب في تلك البطولة أسماء هجومية مثل ماريو بالوتيلي وكاسانو ودي ناتالي وفابيو بوريني وسيباسيتان جيوفينكو. حاليا خط الهجوم به سيميوني زازا، وجارزيانو بيلي وتشيرو إيموبيلي وإيدير وإنسيني. منتخب إيطاليا تحت قيادة كونتي يلعب بإثنين من المهاجمين بخصائص معينة، إيدير السريع المهاري، وبيلي اللاعب الذي يعتمد عليه الفريق كمحطة هجومية في بناء الهجمة. حتى الآن يسدد المنتخب الإيطالي في المباراة 8.3 تسديدة، منهم 3.3 على المرمى، ويفوز بـ4.3 مراوغة ويقع في فخ التسلل 0.3. سجل المنتخب الإيطالي حتى الآن في البطولة 3 أهداف بدور المجموعات، منهم هدفين لإيدير وبيلي، يتحاج المنتخب للاعتماد على نفس الطريقة التي بدأ بها البطولة، نظرا لأن ما قدمه ضد أيرلندا لم يكن الأفضل هجوميا. لكن لكي تتألق إيطاليا هجوميا ولا يشترط بهذا التألق أن يسجل المنتخب أهدافا كثيرة لكن بأن يفوز بالمباريات. يجب أن يحصل لورينزو إينسيني على فرصته، خلال الـ17 دقيقة التي شارك بهم ضد أيرلندا اختير كأفضل لاعب في المباراة حسب صحيفة "لا جازيتا ديلو سبورت". لماذا إنسيني؟ لأنه الأفضل دقة في التمريرات بين إيموبيلي وزازا، لعب 14 تمريرة دقيقة في 17 دقيقة، وسدد تسديدة وحيدة ومررة تمريرة حاسمة، وفاز بمراوغتين. إنسيني سيمنح أنتونيو كونتي بعدا تكتيكيا باللعب بطريقة 4-3-3 كلاعب جناح، أو لاعب رقم 10 في 4-1-2-1-2 مشكلته أنه ليس لاعب طرف دفاعي وبدنيا أضعف من أقرانه مما يجعل كونتي يستبعده لكنه الأصلح لمواجهة إسبانيا وضرب عمق الدفاع بتمريراته الدقيقة. كذلك الكرات العرضية المتقنة، حدث ذلك ضد كرواتيا حينما رأينا منتخب إسبانيا عاجزا كليا عن التعامل مع العرضيات، وسيء في التمركز داخل منطقة الجزاء من هنا يمكن استخدام منتخب إيطاليا لأفضل خواصه في الكرات العرضية. ماذا عن خط الوسط؟ يفتقر المنتخب الإيطالي كليا لخدمات كلاوديو ماركيزيو وماركو فيراتي وحتى ريكاردو مونتوليفو، الثلاثي كان يشكل إضافة قوية للغاية. الأسماء الموجودة في وسط المنتخب حاليا هم دي روسي وكاندريفا وموتا وبارولو، نعم بونافينتورا قد يعطي تلك اللمحات واللعب في دور صانع الألعاب وكذلك جورجينيو لكنهما ليسا بقيمة ماركيزيو وفيراتي. حينما يتعلق الأمر بدقة التمريرات فلا يوجد أفضل من كلاوديو ماركيزيو بنسبة دقة تقدر بـ88%، ويفوز بـ87% من مراوغاته. الأمر ذاته ينطبق على ماركو فيراتي الذي يمتلك دقة تمريرات تقدر بـ93%، ونسبة فوزه بالمراوغات تقدر بـ84%، كلاهما الإضافة التي تنقص إيطاليا للتفوق على إسبانيا. مقارنة بدقة تمريرات إيطاليا باليورو فإن نسبة دقة التمريرات ككل حتى الآن تقدر بـ78%، وخط الوسط ليس الأفضل في ذلك مما يشي بقيمة الثنائي. كيف تتجنب إيطاليا السقوط في فخ إسبانيا مرة أخرى؟ أولا يجب أن يتجنب الفريق المساحات بين خطوطه في مباراة كرواتيا، كاد المنتخب الإسباني أن يسجل من كرة تم احتسابها ركلة جزاء، لعب كرة طولية اعتمادا على المساحات بين خط الدفاع والارتكاز وضعف الرقابة. ثانيا تجنب الارتباك الدفاعي أمام الهجوم الإسباني، طريقة إيطاليا دفاعية بحتة تعتمد على منع الخصم من الاختراق وحجزه في مناطق معينة في الملعب، منتخب إسبانيا يعتمد على التمريرات القصيرة ونقل الكرة للوصول لمنطقة الجزاء بسرعة في حين أن الخصم يحاول تنظيم صفوفه مما يخلق ارتباكا.