قال حمد العوضي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: إننا نشهد ولأول مرة حدوث انفصال داخل الكيان الأوروبي، وإن العديد من الآراء والتوقعات التي جرى إطلاقها لا تعدو كونها تكهنات لما قد يحدث في المستقبل وغير دقيقة؛ لأننا لم نشهد حالة مماثلة بالسابق وعلى أساسها قد نضع التوقعات. وأضاف العوضي: عملية الاستفتاء ومن ثم الانفصال كانت بدعة جديدة، وتعتبر سابقة وقد تتكرر مرة أخرى من قبل دول أوروبية قد تجد نفسها غير مرتاحة داخل الكيان الأوروبي. أوضح العوضي أنه من الناحية الاقتصادية هناك العديد من المعاهدات والاتفاقيات التي كانت تربط بريطانيا بأوروبا، سواء قبل انضمامها للاتحاد، أو خلال انضمامها له، ولكن الآن هذه الاتفاقيات بحاجة إلى إعادة صياغة من جديد، كما ستتأثر الشركات البريطانية التي تجد بالسوق الأوروبي سوقاً لمنتجاتها أو الشركات الأوروبية التي تتخذ من بريطانيا مركزاً لأعمالها وأنشطتها، ونتوقع أن تتغير الصورة خلال الفترة المقبلة. تداعيات كثيرة للخروج أما رضا مسلم، المستشار الاقتصادي ومدير عام شركة تروث للاستشارات الاقتصادية، فيقول: إن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يعدّ حدث الساعة ويكتسب أهمية كبيرة لما سيكون له من تداعيات على مختلف الأصعدة والاتجاهات، حيث إن بريطانيا تعتبر كياناً مهماً في الاتحاد الأوروبي، وخروجها مؤشر على توجه دول أخرى للخروج من ذات الاتحاد وفرط العقد بين دول الاتحاد. ويقول محمد مظهر حمادة، مدير عام شركة العين الأهلية للتأمين: إن العلاقات الثنائية بين دول الخليج وبريطانيا بشكل عام، وبين الإمارات وبريطانيا بشكل خاص، تعتبر قوية ومتميزة ومستقلة، وأرى شخصياً أنه لن تكون هنالك أي تأثيرات مباشرة على اقتصادات المنطقة جرّاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد يكون هذا الأمر أفضل لتعزيز العلاقات مع بريطانيا على المدى البعيد. وأضاف حمادة: أرى بشكل شخصي أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون أفضل لها، حيث تأثرت بالسابق بموضوع الهجرة وزيادة معدلات البطالة. رجح خبراء ماليون أن يكون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي انعكاسات سلبية، ولكنها محدودة نسبياً، على أسواق الأسهم المحلية. وتوقعوا في تصريحات ل الخليج أن يزيد خروج المملكة المتحدة من الضغوط البيعية على الأسهم المحلية. وقال غاري دوغان رئيس إدارة الاستثمار لدى بنك الإمارات دبي الوطني إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ألقى ظلاله على أسواق الأسهم العالمية، ولفت إلى أن أسواق دول المجلس بدورها سوف ينالها بعض التأثير، وقال إن التأثير سوف يكون محدوداً بصفة عامة مع انخفاض مستويات التداول بشكل عام في الآونة الأخيرة. وتوقع محمد علي ياسين العضو المنتدب لبنك أبوظبي للأوراق المالية، أن تنعكس عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سلباً على أسواق الأسهم المحلية، لا سيما مع تذبذب العملة وأسواق المال العالمية التي ستدفع المحافظ الاستثمارية إلى إعادة التوازن، الأمر الذي سيؤدي إلى ضغوط بيعية خلال الأسبوع الحالي. وأشار إلى أن حركة الأسواق العالمية المائلة للهبوط ستجعل المستثمرين يأخذون مواقف دفاعية لتقليل المخاطر، مع وجود ضغوط بيع على الأسواق المحلية من قبل المستثمرين الأجانب، كما ستدفع مخاوف المستثمرين وهبوط أسعار النفط لمستويات أقل إلى تراجع أحجام التداول، مشيراً إلى أن ضعف مستويات السيولة سيجعل السوق يفتح على مستويات أقل. الأمر ذاته أكده طارق قاقيش، مدير إدارة الأصول لدى مجموعة المال كابيتال، مضيفاً، في مجال قيام المصارف المركزية للدول الأوروبية بدعم أسواقها، سيدفع ذلك الأسواق المحلية إلى الانتعاش مجدداً، مشيراً إلى أن طلاق بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من شأنه الضغط على الأسهم وسيفاقم مشكلة شح السيولة. وقال صلاح شما، مدير الاستثمارات لدى شركة الاستثمارات العالمية فرانكلين تمبلتون إن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوف يكون سلبياً على الأسواق في أوروبا وبريطانيا والعالم بصفة عامة، ومن الطبيعي بالتالي أن تتأثر أسواق الأسهم المحلية سلباً جراء ذلك على الأقل على المدى القصير، خاصة أن الأسواق في الإمارات، ودول المنطقة تقوم على تداول الأفراد بالدرجة الأولى، ما يجعلها أكثر عرضة للتأثر بالمتغيرات العالمية. ولفت إلى أن الوضع سيكون مختلفاً على المدى المتوسط والطويل، بالنظر لمحدودية ارتباط الشركات المحلية بأسواق بريطانيا وأوروبا. وقال إن الأسواق المحلية يمكن أن تواجه لاحقاً تأثيرات سلبية في حال انعكس القرار سلباً على اقتصادات بريطانيا وأوروبا، وانعكس ذلك على التجارة العالمية وعلى أسعار السلع.
مشاركة :