لننتهز فرصة العشر.. | إبراهيم محمد باداود

  • 6/28/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر العشر الأواخر من رمضان فرصة عظيمة لمن فاته القيام، وقراءة القرآن، بداية ووسط رمضان، وهي فرصة عظيمة لأن يستدرك الإنسان فيها ما فاته خلال الفترة الماضية، وأن يُعوِّض فيها ما لم يقم به من طاعات، والإكثار من الحسنات، وتقديم الصدقات، والبُعد عن المعاصي والذنوب والملهيات، فمن فاته بداية الشهر وأوسطه فلا ييأس، ولا يقطع الأمل، فمازال هناك بقية، والبقية هي بقية هامّة، ليست فقط على مستوى شهر رمضان، بل على مستوى العام، فعليه أن يُجدِّد النيَّة ويعقد العزم على اللحاق والاستفادة ممَّا بقي من أيام وليالٍ مباركة، فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره، كما كان عليه الصلاة والسلام إذا دخلت العشر يشد المئزر، ويُحيي لياليها، ويُوقظ أهله ليحرصوا على الاستفادة من بركات هذه العشر الأخيرة، كما كان عليه الصلاة والسلام يخص تلك العشر بأعمال لا يعملها في بقية الشهر، ومن ذلك القيام طوال الليل، وقد كان عليه الصلاة والسلام يتحرَّى فيها ليلة القدر، وهي ليلة خيرها من ألف شهر (أي أكثر من 83 عامًا)، فمن حُرم خيرها فقد حُرم الخير كله، كما أن القرآن الكريم أُنزل في هذه الليلة وكذلك الملائكة والروح تنزل في هذه الليلة، وهي ليلة مباركة، فقد قال عز وجل: (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، وهي ليلة لا يخرج فيها الشيطان، ولذلك قال تعالى: (سلامٌ هي حتى مطلع الفجر)، فهي ليلة كلها خير وسلام، وهي ليلة من قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه. وعلى الرغم من هذا الفضل الكبير، والذي لا يتكرر في العام إلاَّ مرة واحدة، فإن البعض يُسخِّر هذا الوقت الهام للتسوُّق والتسكُّع في الأسواق التجاريَّة، أو البقاء أمام المسلسلات عبر القنوات الفضائيَّة، أو مواصلة تضييع الوقت في أمور لا تعود عليه بالنفع أو الفائدة، فهمّه هو النوم والراحة، والأكل والشرب. ينسى البعض أو يتناسى أن رمضان لا يأتي إلاّ مرّة واحدة في العام، وقد يتكرّر شهر رمضان على بعض هؤلاء وقد لا يتكرر عليهم، فيأتي رمضان القادم، وهم تحت الأرض بعد أن كانوا فوقها، فعلينا الاجتهاد في العبادة في هذه الأيام، فلا نعلم هل سيعود علينا رمضان العام المقبل، ونحن فوق الأرض أم تحتها؟!. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :