أكدت مصادر يمنية أن المبعوث الدولي الخاص باليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيسلم وفد حكومة الرئيس، عبدربه منصور هادي، ووفد الحوثيين، خريطة الطريق المقترحة منه، على أن يقوم الطرفان بدراستها، ثم استئناف المحادثات عقب انتهاء إجازة العيد. وأكدت المصادر أن الخلاف لايزال يتركز حول ترتيبات الخطوات، إذ يؤيد وفد الحكومة تشكيل لجنة عسكرية وأمنية تتولى استلام المدن والأسلحة قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية، فيما يتمسك الطرف الحوثي بمطلب تشكيل الحكومة قبل تشكيل اللجنة العسكرية. الانقلابيون عملوا، خلال الأيام الماضية، على تضييع الوقت من أجل تحقيق تقدم على الأرض، مستغلين الهدنة التي التزمت بها قوات التحالف. وكشف مصدر تفاوضي عن أن جهوداً دبلوماسية يبذلها المجتمع الدولي لإقناع الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات السلام بدولة الكويت للقبول بخريطة الطريق. وذكر المصدر أن «المجتمع الدولي يؤيد خريطة الطريق التي اقترحها المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ويضغط على الأطراف اليمنية للموافقة عليها قبل رفع جلسات المشاورات قبيل حلول عيد الفطر. وتتواصل الجهود الدولية من أجل منع فشل مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت، حيث وصل وكيل وزارة الخارجية الأميركية، توماس شاتون، ورئيس دائرة الشرق الأوسط بالخارجية البريطانية، آلن دنكن، أمس، إلى الكويت، وعقدوا لقاءات منفصلة مع وفد الحكومة اليمنية والانقلابيين. وقالت مصادر مقربة من المشاورات لـ«الإمارات اليوم» أن هذه اللقاءات تأتي في إطار الجهود الدولية من أجل تحريك المشاورات المتعثرة ومحاولة الضغط على الانقلابيين لإيقاف تنعتهم الذي أدى إلى تعثر مشاورات الكويت. وكان مصدر في وفد الحكومة اليمنية قال إنه سيتم تعليق جلسات مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها دولة الكويت، إلى بعد عيد الفطر المبارك. وأوضح المصدر الحكومي لـ«الإمارات اليوم» أنه تم إبلاغ أعضاء وفدي الحكومة اليمنية والميليشيات الانقلابية بهذا القرار، الذي سيرافقه تسليم كل وفد رؤية المبعوث الأممي بشأن حل الأزمة اليمنية، لمناقشتها مع قيادات الجانبين، مشيراً إلى أنه سيتم عقب عيد الفطر استئناف المشاورات وستتم مناقشة رؤية المبعوث الأممي. وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي يسيطر الجمود على سير المشاورات التي دخلت يومها الـ70 دون تحقيق أي نتائج تلبي تطلعات الشعب اليمني الذي يسعى للسلام، واكتفى من الاقتتال المتواصل على مدى عام كامل. وأشار المصدر الحكومي إلى أن الانقلابيين عملوا، خلال الأيام الماضية، على تضييع الوقت من أجل تحقيق تقدم على الأرض، مستغلين الهدنة التي التزمت بها قوات التحالف، حيث توقف الطيران الحربي عن شن غارته، موضحاً أن من بين الأساليب التي اتبعها الانقلابيون؛ المراوغة خلال جلسات النقاش، والتراجع عن أي اتفاقات تتمخض عن جلسات المشاورات المشتركة، وكذا إظهار أن هناك خلافاً داخلياً بين أعضاء الوفد الذي يمثل المخلوع صالح وجماعة الحوثي، وعكسه على سير الجلسات. واعتبر المصدر الجلسة، التي حضرها أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، جلسة دبلوماسية وبروتوكولية لم تحقق الغرض المطلوب، لافتاً إلى أن المشاورات متوقفة منذ أيام، وأن الجلسة التي ترأسها المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لم تسهم في تحريك المياه الراكدة.
مشاركة :