علماء يطالبون بكبح جماح الدعاة الغلاة

  • 6/29/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حذر علماء ومراقبون من تنامي وتيرة التطرف والإرهاب والتكفير، ما لم يتم كبح جماح بعض الدعاة المتطرفين، أو ما يطلق عليهم بـ «دعاة الثورات»، مؤكدين أن الأولويات الآن هي محاسبة المهيجين، الذين لا بد أن يعلنوا أمام الملأ عن تراجعهم الصريح في جريمة زجهم للشباب لجهات معادية باسم الجهاد، دون مواربة وتملص. ويؤكد أستاذ العقيدة في جامعة حائل أحمد الرضيمان، أن جميع العقلاء من الخلق إنسهم وجنهم، عربهم وعجمهم، مسلمهم وغير مسلمهم، يتفقون على شناعة وقبح الجريمة التي ارتكبها داعشيان بحق والدتهما، معتبرا أن هذا الأمر لا يحتاج إلى نشر أدلة ونصوص شرعية تبين فداحته، بقدر ما يحتاح إلى أن نبين ونذكر أن هناك من طالب الشباب بالذهاب إلى أماكن الصراع، بالقول:«من كان يستطيع الذهاب إلى هناك ولم يفعل فإن ذمته لا تبرأ». وقال الرضيمان لـ«عكاظ» أمس، إنه نتيجة للدعوات المضللة للقتال في مناطق للصراع، ذهب عدد من الشباب بنية الجهاد، إلا أنهم وقعوا في أيدي عصابات حاقدة، أعادتهم لبلادنا كقنابل موقوتة، لغرض التكفير والتفجير، بعد أن لطخوا أدمغتهم، إضافة إلى أن بعض الشباب الذين لم يستطيعوا الذهاب، أصبحوا متواصلين مع تلك العصابات. وأكد الرضيمان الذي يعمل أيضا عضوا في برنامج المناصحة، أن شبانا سعوديين يتواصلون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع تلك العصابات لأنهم عندما عجزوا عن الذهاب، رأوا أنه من واجبهم مناصرتهم ومتابعتهم خشية من عدم براءة الذمة، التي أشار إليها ذلك المهيج. ويضيف:«لكل نتيجة مقدمة، فالنظر للنتائج وترك المقدمات التي أدت إليها، خلل في المنهج العلمي، وكما قيل في المثل الشهير: «قال الجدار للوتد لم تشقني؟ قال: سل من يدقني». وأكد أن من الأولويات محاسبة المهيجين من دعاة الثورات والفتن، ولا بد أن يعلن هؤلاء تراجعهم الصريح عن جريمة زجهم للشباب لجهات معادية باسم الجهاد، دون مواربة وتملص، لأن خطأهم واضح وموثق بالصوت والصورة. وطالب الرضيمان من أطلق عليهم «الدعاة الثوار» أن يبينوا للشباب أنهم أجرموا وأخطأوا في حقهم وحق وطنهم أما دون ذلك، فإن المعالجات سطحية، ولن توقف هذا النزيف المؤلم. من جانبه، رأى الداعية الإسلامي الدكتور أحمد الغامدي أن ما أقدم عليه التوأم أمر لا يتخيل أن يفعله عاقل مهما بلغ به العقوق والانحراف، أنها جريمة بشعة بكل المقاييس الدينية والاجتماعية وهي فاجعة للمجتمع وللإنسانية كلها. وأكد الغامدي لـ«عكاظ» أمس، أن محاولة التوأم الهرب للانضمام إلى داعش، يعزز أن ما تكرر من أعمال هؤلاء المفسدين؛ ويكشف استماتة الدواعش للوصول إلى هدفهم وهو زعزة الأمن والاستقرار وإحداث الفوضى والفتنة في هذه البلاد وتجنيد أبنائها لتفجير المساجد وقتل المصلين فيها وقتل رجال الأمن والقرابة المقربين غيلة وغدرا. وأضاف: «هذا يحتم على المجتمع كله التعاون الحقيقي الفاعل فكريا وتربويا وأمنيا لصد فساد هؤلاء الضالين المفسدين واليقظة لمخططاتهم وشرهم والإبلاغ عن كل ما يريب والحذر كل الحذر من مسالك التشدد في تربية الأبناء أو العد عن تعاهدهم والقرب منهم ومعالجة مشكلاتهم وإتاحة المجال لهم ومشاركتهم فعليا في الأفكار والحديث. الكاتب الدكتور أحمد الأنصاري يقول لـ«عكاظ» إن القضية تصنف ضمن قامة الجرائم بغض النظر عن دوافع المجرم أو ما يؤمن به من معتقدات أو توجهات سياسية ودينية. مستبعدا أن يكون لهذه القصية أبعاد، ومؤكدا أنها لا تشكل ظاهرة إلا أن غرابتها تكمن في أن مجتمعنا الذي لم يتعود على مر تاريخه على مثل هذه الجرائم التي تبقى حوادث فردية وتعود في المقام الأول إلى سوء التربية وضعف الوازع الديني. وأضاف: «لا يوجد إنسان عاقل يعتدي على والديه أو أقاربه مهما كانت الدوافع. والجميع يعلم أن الدواعش هم أناس في مجملهم من العاطلين أو المدمنين أو محدودي العلم والمعرفة أو المجرمين الذي أرادوا توبة سريعة فوجدوا في معتقدات داعش خلاصهم». وشدد الأنصاري على أن المهم في الأمر هو أن تقوم الجهات المسؤولة بدورها في تثقيف الشباب وتحصينهم حيث إن المملكة العربية السعودية تشهد هجوم شرس من مختلف الجهات والمجتمع السعودي مستهدف وخصوصا شبابه في المقام الأول بهدف تدميره بمختلف الوسائل عبر الأفكار الهدامة أو المخدرات وخلافه.

مشاركة :