تجدد المشهد الضبابي مرة أخرى بين واشنطن والقاهرة، بعد عدم دعوة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لمصر للمشاركة فى قمة زعماء أفريقيا، بحجة تعليق عضويتها في الاتحاد الأفريقي، وتصريحات وزير الخارجية جون كيري عقب إعلان نتيجة الاستفتاء على الدستور الجديد وقوله «إن التصويت فى الانتخابات ليس المحدد الوحيد للديمقراطية»، لتعيد إلى الأذهان موقفها المعادي لثورة 30 يونيو، بحجة الدفاع عما أسمته شرعية الصناديق، وهو ما رد عليه سياسيون وخبراء بتأكيدهم أنه يجب على واشنطن، أن تعي أن الاستفتاء على الدستور حقق شرعية ثورية ودستورية، مؤكدين أن الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما مازالت تعاني من صدمة عزل حلفائهم الإخوان. واللافت أنه بعد الصدى الهائل الذى تسببت فيه تصريحات كيري زار القاهرة، وفد أمريكي مكون 8 أعضاء من الكونجرس، و4 ممثلين للسفارة الأمريكية. وقد عقد وفد الكونجرس لقاءات مع الرئيس المصري المستشار عدلي منصور، وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ممثلين عن مؤسسة الأزهر، والأنبا موسى أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية ممثلا عن البابا تواضروس الثاني. وقد ركز الوفد الأمريكي حسب ما أكدت مصادر «عكاظ»، على عدة محاور رئيسية، تتعلق بثورة 30 يونيو، وهل هي ثورة شعبية أم انقلاب عسكري، الدستور الجديد، وضع الأقباط، ومدى التوافق الشعبي على ترشح الفريق السيسي للرئاسة، وعلى الرغم من أن الردود على أسئلة وفد الكونجرس، كانت إيجابية حسب تأكيد المصادر، إلا أن الشواهد تؤكد أن واشنطن حتى الآن لم تحسم أمرها سواء برفض خارطة المستقبل المصرية أو الموافقة عليها حسبما أكد لـ «عكاظ» الدكتور محمد أبو حامد عضو مجلس الشعب السابق، قائلا: كان حريا بجون كيرى أن يهنئ الشعب المصرى بالمشهد الحضاري فى طوابير الاستفتاء على الدستور، مطالبا البيت الأبيض بالتخلي عن وهم مشروعهم الشرق الأوسط الجديد، وأداة تنفيذه جماعة الإخوان وإعادة النظر لمستقبل علاقاتهم مع مصر. وأضاف المرشح الرئاسي السابق أبو العز الحريري، إن جون كيرى بتصريحاته الأخيرة عن الاستفتاء على الدستور يناقض كل الثوابت الأمريكية فيما يتعلق بالممارسات الديمقراطية، مشيرا إلى أن صناع القرار في واشنطن تقريبا مازلوا يعانون من حالة الارتباك بعد الإطاحة بالإخوان من الحكم.
مشاركة :