وصف الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي حال المسرح السعودي بأنه «لا يزال العمل معلقًا باجتهادات فردية، ونضال كبير من كل مسرحي سعودي»، ومع هذا التوصيف إلا أن الحارثي أبدى تفاؤله بخطوة إيجابية من قبل هيئة الثقافة لتحدث جديدًا في الحركة المسرحية السعودية، مرتئيًا أن قلة نشاط الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون في شهر رمضان أمر طبيعي، كون «ذلك أمر خاضع للظرف الزماني والمكاني والديني الخاص بشهر له خصوصيته».. الحارثي كشف لـ»المدينة» ما يقوم به في شهر رمضان، والطقوس التي يتبعها، وسبب عزوفه عن مشاهدة القنوات الفضائية، وأسباب نجاح مسرحيته «بعيدًا عن السيطرة» وغير ذلك من المحاور الأخرى. طقس ثابت * على أي صورة يقضي فهد رده الحارثي شهر رمضان.. ما المختلف وماذا تقرأ فيه؟ شهر رمضان شهر عظيم كريم، تربطني به علاقة عشق قديم منذ الطفولة، وهو من أحب الشهور لي، حالة الصفاء والروحانية، فيه من التأمل والذكريات والعبادات ما تطيب به النفس وتزهر، في كل رمضان نحمد الله أن بلغنا الشهر ونسأل الله أن تصفو فيه نفوسنا أكثر.. وعمومًا لا يوجد ما هو مختلف، فطقسي الرمضاني لازال كما هو منذ عرفت نفسي، وفي تصوري أن النجاحات لا تخلق المختلف والمتغير؛ بل تخلق الاستقرار أكثر، والبحث عما بعد، وما بعد سيأتي عقب نهاية الشهر الفضيل وليس خلاله، لأني أُفضّل أن أكون لنفسي خلال هذا الشهر، حيث إني أتفرغ لقراءة القرآن الكريم وتفسيره، مع الاطلاع على قليل من كتب التاريخ فقط، فليس لدي اهتمام بغيرها طوال هذا الشهر، حتى مواقع التواصل الإلكتروني أقلل منها للحد الأدنى، وأكتفي بصورة يومية للطائف القديم أعلق عليها فقط. عزوف عن التلفزيون * وماذا عن متابعة القنوات الفضائية وما يعرض فيها من مسلسلات؟ نادرًا ما أشاهد التلفزيون في الشهور الأخرى، وبالتالي فإن متابعتي ومشاهدتي له خلال شهر رمضان من الطبيعي أن تكون أقل بشكل كبير جدًا، لذلك لا أستطيع الحكم على ما يقدم أو ما يعرض في هذه القنوات الفضائية. حالة طبيعية * بم تفسر قلة نشاط بعض الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون في هذا الشهر؟ حالة طبيعية جدًّا؛ فشهر رمضان له خصوصية العبادة والتواصل في العلاقات الأسرية، لذلك من الطبيعي أن تقل فيه الأنشطة، وقد تختفي تمامًا من منتصف الشهر، وذلك أمر خاضع للظرف الزماني والمكاني والديني الخاص بشهر له خصوصيته. عام الحظ * ماذا توطن في نفسك على خلفية فوزك بجائزة أبها للإبداع الثقافي؟ كان شيئًا جميلاً شعرت بالفرح به وبالتقدير، ظللت زمنًا طويلا عازفًا تمامًا عن المشاركة في المسابقات الثقافية المختلفة، وهذا العام شاركت في أكثر من مسابقة ثقافية وحققتها جميعًا باختلاف جهات المشاركة ولجان التحكيم وأماكن المسابقات، لذلك قلت «هذا العام هو عام حظي» الذي وفقت فيه بدعاء الوالدين. حضور جميل * أمامك ثلاث أوراق تنتظر رسائل منك.. ولمن توجهها؟ أجمع الأوراق الثلاث وأكتب فيها كلامًا كثيرًا للأصدقاء في ورشة العمل المسرحي بالطائف وفي فرقة مسرح الطائف وأقول فيها كلامًا يليق بهم وبجمال حضورهم في قلبي. * المسرح والمسرحيون.. إلى أين يمضون؟ لا يزال العمل معلقًا باجتهادات فردية، ونضال كبير من كل مسرحي سعودي في انتظار القادم من هيئة الثقافة لعل القادم به خير كبير. قائد مميز * وكيف تقرأ نجاح مسرحية «بعيدًا عن السيطرة» محليًا وعربيًا؟ نجاح المسرحية يعود بالدرجة الأولى للمخرج سامي الزهراني ورؤيته الإخراجية واهتمامه بكل تفاصيل العمل منذ لحظة البدء، كان خير قائد فعلاً، ونجح العمل بفضل جهوده، ومن ثم بجهود الطاقم الفني معه: صديق حسن، ومحمد العصيمي، ومهند الحارثي، وعدنان الخمري. ثم جاءت إمكانيات ومواهب الممثلين: ممدوح، وفهد، وبدر، ومنظم الإيقاع سامي، وفي الأخير في تصوري جاء النص الذي وصل عن طريقهم وقدم نفسه بجهودهم وعملهم. سوء نقل * يشاع أن هناك خلافًا بينك وبين الدكتور سامي الجمعان بسبب نصوصك المسرحية؟ ليس هنالك خلاف بيني وبين الصديق سامي الجمعان، ونحن على تمام الاتفاق، وحتى على الاختلاف نحن على تمام الاحترام، وتربطني به علاقة أكثر من ممتازة، وكان خلافنا لفترة بسبب سوء نقل فهمته بطريقة خاطئة، واتضحت الأمور بيننا تمامًا فيما بعد، لأننا نتمتع بعلاقة شفافة، وأنا أحبه على المستوى الشخصي، وأحب اشتغالاته الجادة. قبول حسن * أي موقع احتله كتابك «الجثة صفر» الصادر حديثًا؟ من وصلة الكتاب «الجثة صفر» الصادر عن نادي الطائف الأدبي تلقاه بقبول حسن، وخصوصًا أن الكتاب حقق جائزة معرض الكتاب لهذا العام، وهذا ما حقق له نوعًا من الانتشار والاهتمام. المزيد من الصور :
مشاركة :