الحيادية والموضوعية من النظريات التي حاول علماء الإعلام الغربي تمريرها علينا في العالم العربي؟ ولم يطبقوها في أخبارهم أو برامجهم (المنحازة غالباً) لمصالحهم، وخدمة أجنداتهم، وسياسة مؤسساتهم الإعلامية، حتى لو كان ذلك على حساب صورة العرب والمسلمين، وتعريضها (للتشويه) من بعض وسائل الإعلام الغربية، عندما يتم ربطها بالأخبار السيئة، والتحليلات غير (المُنصفة)؟!. في أقسام وكليات الإعلام بالعالم العربي ندرس ذلك كجزء من الأخلاق المهنية التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي، بينما في الممارسة الإعلامية يتضح أن الأمر (مثالي ونسبي) ويصعب تطبيقه، والأفضل أن يُقال التحلي بعدم (الانحياز الواضح) أو البحث عن أقصى درجات (المصداقية) المُمكنة، لأن الصحفي والمُحرر والمُذيع والمخرج وسياسة الوسيلة.. كلها عوامل تؤثر حتماً على اختيار هذا (الخبر) دون غيره، أو طرح هذا (الموضوع) دون غيره، بالإضافة للغة الصياغة والتحرير، وطريقة النشر .. إلخ، ليبقى الفرق في درجة (المصداقية) و(عقلانية الطرح) بعيداً عن التأثير المباشر ..؟!. على مدى عقود تأثر الإعلام العربي بتدفق الأخبار (المُعلبة) من الإعلام الغربي، بل وصلنا لدرجة ترجمة بعض الأخبار والتحليلات (بالصيغة المُنحازة) وإعادة نشرها في وسائل الإعلام العربية على أن ذلك من (باب الموضوعية) و(الحيادية) في النقل والترجمة، بينما أخبارنا يتم إعادة صياغتها في الإعلام الغربي بما يتوافق مع (عقلية) المُتلقي الغربي، ويخدم سياسة المؤسسة الإعلامية الغربية .. فهل نحن خدمنا قضايانا بهذا الالتزام المهني؟!. الأمر تطور مع ظهور قنوات أجنبية تتحدث باللغة العربية مُباشرة مع المُتلقي، فيما نحن عاجزون عن الوصول (للمتلقي الغربي) دون المرور (بحراس البوابة) هناك؟!. الخوف أننا مازلنا نبحث عن تلك (المثالية) ونحاول أن ندعي التحلى بها حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الفرصة الجديدة لتعريف الآخرين (بقضايانا العادلة) بعيداً عن انحياز الإعلام الغربي، وإيصال أخبارنا (دون تشويه)؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :