يعاني نسبة كبيرة من اللاجئين الوافدين إلى أوروبا من صدمات نفسية شديدة، بحسب تقديرات بحثية، حيث يحتاجون إلى رعاية نفسية تسهل عليهم التخلص من مخلفات التجارب السيئة، التي أدت إلى صدمات نفسية شديدة وحالات اكتئاب تعيق محاولة اندماجهم. «عبدالرحمن. ع» لاجئ سوري فر من جحيم الحرب والدم، حاملا معه ندوباً نفسية ومعاناة ازدادت اتساعا وعمقا في ألمانيا وفي الطريق إليها، كما صرح بذلك، يقول: «أنا أعيش الصدمات المتتالية، أعاني في صمت دون أية رعاية نفسية، فمستقبلي غير واضح نهائيا هنا، وأسرتي اللاجئة في السعودية تنتظر لم الشمل». يعتبر «عبدالرحمن. ع» الذي يعيش في ألمانيا منذ سنة، أن الظروف التي طبعت حياته كلاجئ في ألمانيا قاسية جدا، فصدمته الأولى بدأت بالتحاقه في مجموعة كبيرة بمركز لإيواء اللاجئين في مدينة «باساو»، ثم تم ترحيله إلى مركز من الخيام يفتقد إلى أبسط الحقوق كالذهاب إلى الحمام بعد الساعة السادسة في مدينة «تريا». يضيف «عبدالرحمن»: معظمنا أتى ألمانيا بجروح نفسية عميقة أدت إلى حالات اكتئاب، لن ننسى منظر الجثت، رائحة الدم ، بيوتنا المهدمة و ذكرياتنا الجميلة التي تدمرت. «س.ف» لاجئ سوري أيضا، فقد والديه وأخته الوحيدة {13 سنوات}، يحاول كما عبر، أن يتخلص من صور الدم والدمار التي تتردد أمام عينيه، لذا يتمتع برعاية نفسية عند أخصائي نفسي بمدينته، «س.ف»، يعتبر نفسه محظوظا لأنه حصل على موعد بشكل سريع. تقول الطبيبة النفسانية مليكة العبدلاوي وهي ألمانية من أصول مغربية: هناك معاناة حقيقية، حيث أن عددا كبيرا من اللاجئين ما زالوا يعانون من تكرار صور الدم والدمار ومحاولات الاغتصاب بالنسبة للنساء، دون أن ننسى أن هناك أشخاصاً تزداد صدماتهم النفسية وحالات الاكتئاب لديهم بمجرد سماعهم أصواتاً، تذكرهم بمشاهد ماضية.;
مشاركة :