انتقد الكاتب الأميركي دوج باندو المسار الذي تسلكه بلاده في الحرب السورية، وقال: إن واشنطن لا تفسر كيف يمكن لتدخلها العسكري في سوريا أن ينهي الفوضى والدمار هناك، أو كيفية خدمة ذلك للمصالح الأميركية. وأضاف الكاتب في مقال بمجلة ناشونيال إنترست الأميركية، أن صناع السياسية الأميركية أدمنوا الحرب والتدخلات العسكرية فيما يبدو، ويسكن في مخيلتهم تصور بأنهم قادرون على حل أي مشكلة عالمية. وأوضح الكاتب أن أرباب السلطة بأميركيا، الذين فشلوا مرارا في إصلاح البنية الاجتماعية الأميركية، يعتقدون أن باستطاعتهم تجاوز التاريخ والدين والعرق والجغرافيا، لكي يفرضوا التغيير على شعوب ودول أخرى. ولفت الكاتب إلى ما أسماها النزعة التدخلية الليبرالية، التي بدت واضحة في نهج أوباما ووزير خارجيته جون كيرى، وهي تختلف قليلا عن نهج المحافظين الجدد. ورأى الكاتب أن هذا الاندفاع التدخلي نجم عنه نتائج كارثية في ليبيا والعراق، معتبرا أن التدخل الخارجي بسوريا غير ملائم على نحو خاص، بسبب الطبيعة شديدة التعقيد للصراع الدائر بها. وأضاف أن دعاة الحرب بأميركا جادلوا بأنه لو تدخلت أميركا عسكريا في بداية الصراع، لما ظهر فراغ في السلطة ملأه تنظيم الدولة لاحقا، ولكانت المعارضة المعتدلة انتصرت، وتوحد الجميع تحت نظام ديمقراطي سلمي. وأشار إلى أن الزعم القائل بأن المعارضة المعتدلة كانت لتحقق انتصارا إذا ما زُودت بأسلحة أميركية هو مجرد وهم، بالضبط كبقية التدخلات الأميركية الفاشلة في الشرق الأوسط. وذكّر الكاتب الأميركيين بأن بلدهم هيمن على العراق عسكريا، لكن رغم ذلك أججت سياساتهم صراعا طائفيا تمخض عن تنظيم الدولة. ويرفض الكاتب المنهج الأميركي القائم على تغيير الأنظمة الحاكمة وتنصيب بدائل لها، واللعب بالتركيبة الاجتماعية للبلد الذي يحتله، مؤكدا أن أية قوة خارجية لا يمكنه أن تكون محفزا للتغيير. واعتبر الكاتب أن سوريا تقع خارج ملعب السياسيات الأميركية، وما زاد الطين بلة هو تدخل روسيا في الصراع، بحيث لم يعد الأميركيون قادرين على إنقاذ الموقف من الناحية الإنسانية، وأن أميركا ليس لها مصلحة أمنية بسوريا تستدعي التدخل العسكري مع موسكو. ويعتقد الكاتب أن أميركا ليس لديها حل للأزمة السورية، وأنه لا شك في أن الصراع ينشر حالة من عدم الاستقرار، لكن توسيع الصراع سيوسع معه تلك الحالة أيضا، وليست أحداث ليبيا والعراق ببعيدة عن الأذهان.;
مشاركة :