تزايدت حالات الإصابة بالصداع النصفي حتى احتلت المرتبة الثالثة ضمن قائمة الحالات المرضية الأكثر انتشاراً في العالم، وبناءً على ما صدر من جمعية أبحاث الصداع النصفي فإن 1 من بين كل 4 أشخاص بالولايات المتحدة، يعاني تلك الحالة، وبالرغم من ذلك فإن السبب وراءه لا يزال مجهولاً، وقد توصلت دراسات سابقة إلى أن الصداع النصفي يشكل أحد عوامل التعرض للسكتة الدماغية خصوصاً عندما يكون مصحوباً برؤية تلك الهالة الضوئية، ولم يتضح السبب وراء ذلك. قام باحثون من الجمعية العالمية لأبحاث جينات الصداع بدراسة نشرت نتائجها بمجلة جينات الطبيعة تعتبر الدراسة الجينية الأكبر المتعلقة بالصداع النصفي، والتي توصل الباحثون من خلالها إلى أن هنالك 28 متغيراً جينياً يرتبط بالصداع، وكشف البحث كذلك عن أن كثيراً من المتغيرات الجينية توجد داخل أو بجانب الجينات التي تتحكم بنظام الأوعية الدموية أو المرتبطة بأمراض الأوعية الدموية، ويرى الباحثون أن تلك النتائج تبرهن على أن الصداع النصفي يمكن أن ينتج عن ضعف وظائف الأوعية الدموية، ويصفه البعض بـالصداع السيئ، فهو يسبب نبضاً حاداً على أحد أو كلا الجانبين بالرأس، وربما يكون مصحوباً بالغثيان والقيء والتحسس تجاه الضوء والصوت مع مشاكل بالرؤية، وربما خدر بالوجه، وتختفي تلك الأعراض بعد 4- 72 ساعة. حلل الباحثون الحمض النووي لعدد 59,674 مريضاً بالصداع النصفي ومقارنتها بالحمض النووي لـ316,078 شخصاً لا يعاني الحالة، ووجد أن هنالك 38 متغيراً جينياً يرتبط بالحالة منها 28 متغيراً جينياً لم يرصد من قبل، وبمزيد من البحث عن مكان تواجد تلك المتغيرات الجينية، وجد أن الكثير منها يتداخل مع جينات إما أنها ترتبط بأمراض الأوعية الدموية أو أنها تتحكم بنظام الأوعية الدموية، ويقول الباحثون إن تلك النتائج تدل على أن نوبات الصداع النصفي تحدث بسبب اضطراب بالأوعية الدموية، ويأملون في أن يؤدي ذلك الاكتشاف إلى إيجاد علاج للحالة.
مشاركة :