منذ صيف العام الماضي والعمليات الإرهابية تتوالى على تركيا، فمنذ شهر إبريل عام2015م وحتى الأسبوع الماضي وقع في تركيا حوالي 17 عملية إرهابية ، آخرها كان الهجوم الإرهابي الدامي الذي استهدف مطار أتاتورك وأدى إلى مقتل 42 شخصاً وإصابة 239 آخرين ، والعامل المشترك في معظم تلك الهجمات التي تتم منذ أكثر من عام هي المناطق السياحية ، ولذلك كان لاستهداف مطار مثل مطار أتاتورك العديد من المؤشرات فهو يعد ثالث أهم مطار في أوروبا بعد مطاري هيثرو في العاصمة البريطانية لندن ومطار شارل ديغول في باريس وقد استخدمه أكثر من 61 مليون مسافر خلال العام الماضي. ماالذي فعلته تركيا لتجني كل هذا الكم من العمليات الإرهابية خلال هذه الفترة القصيرة ؟ وماالأخطاء التي ارتكبتها لتسعى الأيدي الخفية لضرب اقتصادها ممثلاً في العديد من المناطق السياحية بما فيها مطارها الرئيسي ؟ وهل هذه العمليات هي تصفية حسابات أم أن الحكومة التركية تدفع ثمن موقفها من حكومات كفلسطين ومصر وسوريا وإسقاطها للطائرة الروسية ؟ . لم يقتصر تهديد السياحة في تركيا على تلك الهجمات بل حتى وزارة الخارجية الأمريكية ساهمت في هذا التهديد من خلال إرسال تحذيرات لمواطنيها بتوخي الحذر عند ارتياد الأماكن العامة في تركيا خاصة تلك التي يرتادها السائحون وكان تحذيرها الأخير يوم الإثنين الماضي ، وعلى الرغم من قيام الحكومة التركية مؤخراً بتغيير موقفها تجاه العديد من القضايا وفي مقدمتها تقديم اعتذارها لروسيا لإسقاط طائرتها الحربية ، وتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وإبداء استعدادها لإيجاد مفاهمات مع العديد من الأنظمة الموجودة في المنطقة إلا أن حتى هذه الخطوات لم تشفع لها لمنع التفجير الإرهابي الأخير في مطار أتاتورك . الرئيس التركي يرى بأن الهجوم الأخير يهدف إلى إضعاف تركيا عن طريق استهداف الأبرياء وهو عبارة عن مادة إعلامية دعائية ضد تركيا ، وبعض المحللين يرون بأن هناك محاولات من جهات دولية مختلفة لنشر الفوضى ومنع الاستقرار بل وقلب نظام الحكم في تركيا وتدمير اقتصادها وقد كان خلف بعض الأحداث اختراق للجبهة التركية الداخلية . سواء اختلفنا أو اتفقنا مع مواقف الحكومة التركية تجاه بعض القضايا الحالية فإن استخدام الأبرياء في أي مكان في العالم لتصفية الحسابات أمر غير مقبول وأسلوب إرهابي وهمجي يرفضه العقل والمنطق وكافة الشرائع الدولية ، ومن الواضح أن المساعي لتشويه حكومة لها هذا العمق والوزن في العالم الإسلامي واستهدافها والعمل على ضرب اقتصادها من خلال هذه الهجمات الإرهابية إنما هي طريقة رخيصة للضغط عليها لتغيير مواقفها اتجاه بعض القضايا الرئيسية في المنطقة . Ibrahim.badawood@gmail.com