البكاء لم يعد هو الاستثناء | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 7/4/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مَن يُراقِب النَّاس -في الآونَة الأخيرَة- يَجد أنَّ التَّذمُّر والتَّشكِّي؛ بَل والاستمتَاع بالحَديث عَن المَشَاكِل واستدرَار الدُّموع، هو الغَالِب، فيَجزم أنَّنا بحَاجة إلَى بَثِّ الرّوح المَعنويّة العَالية، وزَرع بَوَادِر الإيجَابيّة في كُلِّ النَّواحي..! دَعونَا نُبسِّط المَسألة بهَذا المِثَال: يَقول الشَّاعر الشَّعبي العَريق: لَو كَان البُكا يَردّ غَالِي لَسيِّل وَادي مَا سَال سيله إنَّ البُكَاء هُنَا لَو كَان يُجدي؛ لبَكَى الشَّاعر بُكاءً تَملأ دمُوعه الوَادي، ولَكن نَظراً لأنَّ البُكَاء لَا يُجدي، احتَفظ بدمُوعِهِ..! إنَّ التَّذمُّر والتَّشكِّي مِن الإحبَاطَات المَوجودة -هُنَا وهُنَاك- لَا يُفيد في شَيء، بَل هو مِثل مَن يَصبُّ الغَاز عَلَى النَّار..! إنَّ العُقلَاء في زَمن الإحبَاطَات يَبدأون العَمل، ويَعتبرون كُلّ سَلبيّة أو مُحْبِطة؛ هي مُؤشِّر لانطلَاقة جَديدَة، ويَحمدون الله أنَّهم رَأوا السَّلبيّات والأخطَاء؛ حَتَّى يُعالجوها قَبل أَنْ تَتفَاقَم..! يَقول الفَيلسوف «رالف إيمرسون» -مُلخِّصاً فِكرة هَذا المَقَال-: (تَكمن الشَّجَاعَة في القُدرَة عَلى التَّعافي مِن الصَّدمَات).. نَعم، فالشُّجَاع القَوي هو مَن يَنهض في زَمن السَّلبيات والإحبَاطَات، ويَعمل عَملاً إيجَابيًّا ليُكافح السَّلبيّات، بَدلاً مِن البَقَاء في صَومعة التَّذمُّر، ودَائرة التَّشكِّي..! فِي هَذا الوَقت، بَدأتُ أَجد شَرائح كَبيرة مِن مُجتمعنا جَاهزة للّطْم، وتَنتظر أَي سَلبيّة حَتَّى يَبدأوا في حَفلات البُكَاء والوَلولَة، والتَّذمُّر والتَّشكِّي، ومِثل هَؤلاء؛ يَجدر بِهم تَأمُّل حِكمة «علي الجارم» الذي سُئل مَن هو الشُّجَاع؟ فقَال: (الشُّجَاع مَن يَخلق مِن اليَأس أَملاً، لأنَّ اليَأس فِيهِ طَعم المَوت، ولأنَّ في الشَّجَاعَة مَعنَى الحيَاة)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ نَقول: يَا أيُّها السَّلبيُّون ويَا أيّتها السَّلبيَّات، إنَّ الإحبَاط مِثل اللَّيمون، وإنَّ الإيجَابية مِثل السُّكَّر، فإذَا أَعطَاكم الزَّمَن لَيمونَة حَامِضَة؛ فلَا تَبكوا ولَا تَتضجّروا ولَا تُولولوا، بَل رشُّوا عَليهَا شَيئاً مِن سُكّر إيجَابيّتكم..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :