دَائماً نَتسَاءَل: لِمَ الأطفَال سُعدَاء؟ ولِمَاذا يَفرحون بكُلِّ شَيءٍ يَصل إلَيهم؛ أَو تَصل إليهِ أَيديهم؟، هَذه الأَسئِلَة يَجب أَنْ نَطرحها -نَحنُ الأَطفَال الكِبَار- عَلى أَنفسِنَا، لَعلَّنا -في آخر الطَّريق- نَصل إلَى أسبَاب وطَرَائِق السَّعَادَة الفِطريّة، التي تَنتَشر وتَرتَسم عَلى وجُوه وقلُوب الأطفَال..! نَعم، إنَّ الأطفَال سُعْدَاء، لأنَّهم بِلَا ذَاكِرَة تَسحبهم إلَى مَنَاطق الألَم، وهُم سُعْدَاء لأنَّهم لَا يَحملون همُوم المُستَقبل، وسُعْدَاء لأنَّ قلُوبهم تَبدو بيضَاء نَقيّة، مِثل أَسرّة المُستشفيات.. إنَّها بيضَاء لَا تَشوبها بُقْعَة مِن حَسد، ولَا نُقطَة مِن حِقد..! الأطفَال كَائِنَات بَريئَة، يَأخذون التَّمر دُون مُحَاولة اقتلَاع النَّخلَة؛ التي تَجود بالتَّمر عَليهم.. يَلعبون بالمَاء ويَرشقون بِه بَعضهم، دُون أَنْ يُفكِّروا بفَاتورة الميَاه التي ستَأتي آخَر الشَّهر..! الأطفَال كالفَلاسِفَة، لَا يُفكِّرون بجَمْع الأشيَاء الكَثيرَة، بَل يُوجِّهون كُلّ أفكَارهم إلَى مَا في أَيديهم، لذَلك هُم يَنعمون بالسَّعَادَة..! هُنَاك سُؤال كَبير وهو: كَيف نَتعلَّم السَّعَادَة؟، الجوَاب لَدَى الأُستَاذ «أحمد عابدين»، حَيثُ يَقول في كِتَابه: «فَنّ الاستمتَاع بالحيَاة»: (إذَا أَردَتَ أَنْ تَتعلَّم السَّعَادَة، فانظُر إلَى هَؤلاء الفَلَاسِفَة؛ الذين تَقوم فَلسفتهم عَلى قَاعدة عَمليّة، وهي أَنَّ الأشيَاء الكَثيرَة؛ لَا تَكْثُر في النَّفس المُطمَئِنَّة، وبذَلك تَعيش النَّفس هَادِئة مُستريحَة، فالطِّفل يُقلِّب عَينيه في نِسَاءٍ كَثيرَات، ولَكن أُمّه هي أَجملهنّ، فإنَّه إذَا لَم تَكْثُر الأشيَاء في النَّفس، كَثُرت السَّعَادَة، ولَو مِن قِلَّة، فلَا مَعنَى للكَثْرَة في القَلب السَّعيد، هَذا هو السِّر! خُذوه أيُّها الحُكَمَاء مِن الطِّفل الصَّغير)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ نُذكِّر بدِرَاسَة عِلميّة تَقول: إنَّ الأطفَال يَضحكون في اليَوم أكثَر مِن 300 مَرَّة، في حِين أنَّ الكِبَار -في قِمّة سَعَادتهم- يَضحكون 3 مَرَّات فَقط في اليَوم، لِذَلك أُوصيكم -يَا قَوم- أَنْ تَتشبّهوا بالأطفَال، إنْ لَم تَكُونُوا أَطفَالاً مِثْلِي..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :