الشارقة:مصعب شريف ما إن تدلف لموقع استوديو برنامج النيشان بمركز إكسبو الشارقة، الذي يبث في رمضان لعامه الرابع على التوالي على شاشة تلفزيون الشارقة، التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، تجد نفسك مباشرة أمام المناطق التاريخية في الإمارات، بين بيت الشيخ سعيد ومتحف الحصن وغيره من المعالم التراثية التي تفوح بعبق الأجداد، ولا تقتصر الدلائل التراثية في ديكور الاستوديو على هذه المعالم فقط، فكل تفصيلة فيه تحيلك إلى معلم تراثي، بدءاً بالحرفيين ومروراً بالمقهى الشعبي وجلسات الأجداد، بالإضافة لمجموعة من المفردات التراثية الأخرى الدكان، ومعالم الفريج القديمة، وتشكل جميعها صورة متكاملة للوحة تراثية بديعة يقدم من خلالها البرنامج المعلومات التراثية في شكل مسابقات لمشاهديه حول العالم. جولة الكاميرات في الاستوديو تبرز التناغم الفريد بين المفردات التراثية المختلفة وتنقل المشاهد إلى عوالم تراثية متعددة، وهو الأمر الذي يسهم في تعزيز قيم الهوية الوطنية في نفوس الأجيال المختلفة، فالبرنامج يتوجه برسائله المتعددة لجمهور من كل الفئات. في بث يومي لمدة ساعتين، من العاشرة والنصف مساء وحتى الثانية عشرة منتصف الليل، عدا يومي الجمعة والسبت. ويرى الدكتور خالد عمر المدفع، مدير المؤسسة، أن البرنامج الذي يدخل عامه الرابع يعبر عن جهد كبير ومتصل، يشهد عليه الموقع الضخم والاستوديو التراثي الكبير، الذي يبرز المناطق القديمة، إلى جانب البيئات المختلفة في الدولة، الصحراوية والزراعية والبحرية، ويضيف المدفع أنهم يستثمرون في النيشان، مجموعة من الجهود عبر توظيف هذه المفردات التراثية لتقديم خدمة متميزة لمشاهدي تلفزيون الشارقة بإظهار المعلومة التراثية في إطار ممتع وجاذب للمشاهدين. يقول محمد البحراني، مخرج البرنامج: النجاح الذي حققه النيشان، تم بتضافر جهود المؤسسة والتلفزيون من الإدارة وحتى أصغر فرد في فريق العمل، مبيناً أنهم في كل عام يقومون بإضافة لمسات فنية وجمالية جديدة للبرنامج، ويردف البحراني: من خلال ديكور هذا الاستوديو نبرز المعالم التراثية في الدولة، مثل متحف الحصن، وبيت الشيخ سعيد، ومسجد المطوع، وسوق صقر، بالإضافة للمسابقات والجوائز التي نقدمها للجمهور. يشترك في تقديم النيشان في إطلالة مختلفة على الجمهور، المذيعان، أحمد ماجد وعائشة الأنصاري، وفي كل موسم رمضاني يكون لدى البرنامج رسالة، إلى جانب رسالته العامة الموحدة في جميع المواسم حسبما يؤكد على ذلك ماجد، مشيراً إلى أن رسالتهم تتمثل في أن يكون البرنامج نافذة على المعلومة التراثية، وأضاف: لا يهمنا أن يفوز الناس بالجوائز بقدر ما يستوعبوا المعلومة التراثية وترسخ في أذهانهم، ففي النيشان نعرض المعلومة التراثية والمرجعيات التراثية، وهو صالون أدبي تراثي، ليس برنامج مسابقات بقدر ماهو دورة تدريبية مكثفة، نركز فيه على اللكنة، والسنع، والعادات والتقاليد، إلى جانب الرموز التاريخية، كما أن رسالتنا عالمية وتأتينا اتصالات من خارج الدولة، ونعتقد أن النجاح هو أن يحرص المتصل العربي من جميع أنحاء العالم على التواصل معنا. وهو ذات ما تؤكد عليه عائشة الأنصاري التي تعمل في قناة الشرقية من كلباء، مشيرة إلى أنه العام الثاني لها في البرنامج، موضحة أنها تعلمت منه الكثير، وتحرص طوال فترة تقديمها له على أن يستوعب المشاهد المعلومات التراثية المقدمة خلال المسابقات، وتعتبر الأنصاري النيشان إضافة كبيرة لتجربتها الإعلامية، لذلك تحرص على أن تكون في حالة تأهب دائم، للدرجة التي تجعلها تستمتع بتقديمه كسياحة في التراث أكثر من كونه واجباً مهنياً. يتجول المخرج الميداني للالنيشان حسام الغانم، مع المصورين في حركة دائبة طوال فترة البث المباشر للبرنامج، ويوضح أنه المسؤول عن الموقع، مشيراً إلى أنهم يعملون بروح واحدة كفريق عمل، وهذه الروح هي السبب الرئيسي وراء النجاح، ويلخص الغانم مهمته في توظيف جميع العناصر الموجودة في الميدان لصورة تلفزيونية مثالية. إضافة ثرية للمشاهدين الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، يشير إلى أن المؤسسة تحرص على تنويع البرامج والأنشطة في الشهر الكريم بما يتواءم وخصوصيته، بتقديم باقة متنوعة من البرامج الدينية والثقافية والتراثية، ويضيف: النيشان يركز على التراث، نحاول من خلاله إيصال المعلومة التراثية للمشاهد حتى يستفيد من وجوده أمام الشاشة، وهو برنامج ناجح نتعلم من خلاله حزمة كبيرة من المعلومات التراثية الخاصة بالإمارات، والتي تؤكد خصوصيتها الثقافية والإنسانية، وهو جزء من رسالتنا بالتركيز على مختلف الجوانب التي تشكل إضافة ثرية للمشاهدين. وأعرب الشيخ سلطان بن أحمد عن رضاه عما يحققه البرنامج من نجاح عام بعد الآخر، بسبب الجهود الكبيرة التي تبذل لتطويره، مشيراً إلى أنه في كل عام يكون أفضل من الذي سبقه، متقدماً بشكره لفريق البرنامـــج وضــــيوفه.
مشاركة :