دبي: ثابت الجرو أجرت محطة سي. إن. إن لقاء مع رجل الأعمال الإماراتي، أحمد المنهالي، الذي تعرض لتعامل تعسفي من شرطة أوهايو في الولايات المتحدة، تحدث فيها عن الحادثة، موضحاً أنه لم تكن لديه أي فكرة عما جرى، ولماذا حدث. وقال: كنت أعتقد في البداية أن ثمة مشكلة في الفندق، وأن رجال الشرطة قدموا لمساعدتي، ولكن بعد أن وصلوا ولاحظت تعاملهم الفظ أدركت بأنني الهدف. وأضاف أنه كان في الفندق يبحث عن مسكن جديد. وعبّر عن أمله بأن تؤدي هذه الحادثة إلى زيادة وعي أفراد الشرطة الأمريكية وأصحاب الفندق، بالتواصل الحضاري مع الآخرين، ومعرفة عاداتهم وتقاليدهم. وأكد أن الاعتذار الذي قدمه رئيس الشرطة وعمدة مدينة آفون، خطوة جيدة في طريق تحسين علاقة الشرطة بالمجتمع المسلم في أمريكا، إلّا أن هناك أموراً تحتاج إلى توضيح. مشدداً على أهمية تنمية الوعي الثقافي بين الناس، وتعزيز تواصلهم الفكري والحضاري، لأن عدم التواصل وإدراك عادات الآخرين وتقاليدهم، سيؤديان إلى الفوضى. وأضاف المنهالي أنه لا يزال يحب أمريكا، رغم الحادثة، ويأمل بأن يكون عضواً مسهماً في المجتمع خلال ما تبقى من إقامته، وسيقدم ما بوسعه من خدمات للجميع، أمريكيين أو غيرهم. ونقلت سي. إن. إن عن جوليا شيرسون، المديرة التنفيذية لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في أوهايو، تأكيدها أن الحادث يجب ألّا يتكرر، وأن اعتذار الشرطة الرسمي، يجب أن تتبعه إجراءات أخرى، إلى أن يستعيد المنهالي حقه كاملاً من خلال مكتب المدعي العام. وقد أدت حادثة التعامل التعسفي لشرطة ولاية أوهايو مع المنهالي، إلى استدعاء وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، لنائب السفيرة الأمريكية لدى الدولة، كما دعت رعاياها إلى عدم ارتداء الزي الرسمي أثناء السفر إلى الخارج. وارتفعت نسبة حوادث مضايقات مسلمين في الولايات المتحدة، منذ أن دعا المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، في ديسمبر/كانون الأول، إلى فرض حظر على هجرة المسلمين إلى البلاد. كما أن الهجمات الإرهابية في سان برناردينو بولايات كاليفورنيا وأورلاندو وفلوريدا، وباريس، والتفجيرات في بنغلاديش، وتركيا، وبروكسل، كان سببها بعض الإرهابيين المتعاطفين مع تنظيم داعش، ما زاد حدة التوتر. ووقع الحادث الأخير في 29 يونيو/حزيران، عندما اتصلت شقيقة إحدى العاملات في فندق كليفلاند سابيرب أوف أفون، بولاية أوهايو، بالشرطة لتخبرهم بأن هناك رجلاً يرتدي ثوباً كاملاً ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي. وهرعت الشرطة إلى الفندق لتكبل رجل الأعمال أحمد المنهالي، الذي كان يزور الولايات المتحدة لتلقي العلاج الطبي. وقدّم عمدة مدينة آفون ورئيس شرطة المدينة اعتذارهما للمنهالي، وبثّت إحدى القنوات التلفزيونية الأمريكية فيديو للمقابلة التي جرت في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية. وبحسب الـ سي ان ان فان لدى الإمارات علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، لكنها حازمة جداً عندما يتعلق الأمر بحماية مواطنيها وكرامتهم. ووعد إيثان غولدريتش، نائب السفيرة الأمريكية في الإمارات، بتقديم رد رسمي عن حيثيات الاعتداء على المواطن الإماراتي، مشيراً إلى أن السفارة اتصلت بشرطة ولاية أوهايو لتوضيح ملابسات الموضوع. ونصحت وزارة الخارجية الإماراتية رعاياها في الخارج إلى عدم ارتداء الزي الوطني الرسمي حفاظاً على سلامتهم، كما عبرت عن استيائها لما تعرض له المنهالي من اعتداء تعسفي. وفي الآونة الأخيرة، تسرّع بعض الأمريكيين بالإبلاغ خطأً عن وجود إرهابيين محتملين من المسلمين، خاصة على متن الطائرات، ففي شهر مايو/أيار الماضي، اتُهم أستاذ إيطالي من جامعة آيفي ليغ، بأنه أرهابي لأنه كان يكتب معادلات رياضية فقط. وفي حادثة أخرى مُنع طالب جامعي ولاجئ عراقي من السفر، لأنهما ذكرا تنظيم داعش، خلال محادثة هاتفية باللغة العربية. الإمارات لحقوق الإنسان تستنكر الحادثة وتدعو للتحقيق دبي: الخليج أصدرت جمعية الإمارات لحقوق الإنسان بياناً يتعلق بحادثة الاعتداء التي تعرض لها المواطن أحمد المنهالي في اوهايو جاء فيه: بناء على اتصال من إدارة فندق Fairfield Inn and Suites مع الشرطة، ادّعت صاحبته بوجود شخص يرتدي ثوباً خليجياً، ويتحدث العربية، ما يثير الشك في انتمائه إلى تنظيم داعش الإرهابي، ما ادى إلى تعرضه للاعتداء من قبل شرطة أفون. إن الجمعية، وبعد مشاهدتها لتسجيل عملية التقييد والتفتيش، وسلوك أفراد الشرطة غير المبرر، تعبر عن استنكارها، لاسيّما أن إدارة الفندق والشرطة، عدّت اللباس التقليدي الخليجي والتكلم بالعربية، قرينة على شبهة الإرهاب، وهو ما أثار استياء الرأي العام الإماراتي، لشعورهم جميعاً بالإهانة جرّاء ذلك، ما يؤدي إلى وضع كل منهم، محلاً للشك والرقابة، وربما يكون في موقف مماثل. وإذ تؤكد الجمعية حق جميع الدول والشعوب في حماية أمنها، ومواجهة الإرهاب وغيره من ضروب الإجرام، الذي بات الخطر الأكبر الذي يهدد البشرية، تؤكد في الوقت نفسه، أن اللباس الوطني الإماراتي، مصدر فخر واعتزاز لكل المواطنين، بل إنه من مكونات الشخصية الوطنية، وجزء أساسي من ثقافتهم وشخصيتهم وتاريخهم، لذا فإن المسّ به أو التقليل من شأنه أو وصمه بالإرهاب إهانة ومساس بكرامتهم. كما تعبّر عن رفضها لاستناد شرطة أهايو إلى اللباس أو اللغة أساساً، قرينة للاشتباه، ما يمثل تمييزاً عنصرياً وانتهاكاً لمبادئ حقوق الإنسان التي ترفض التمييز بين الأفراد على أساس اللغة أو العرق أو الدين أو غيرها. وفضلاً عن ذلك كان يفترض بشرطة أوهايو، ما دام المنهالي في وضع غير مثير للشبهة، أن تتعامل معه بطريقة أخرى للتأكد من وضعه، لا أن تقدم على تكبيله بطريقة مهينة. إن الجمعية تؤكد وجوب احترام حقوق الإنسان، وصون كرامته في جميع الظروف، وحق المنهالي الذي تضرر معنوياً من سلوك الشرطة، في مقاضاتها للضرر الذي لحق به، فضلاً عن حقه في مساءلتها عن تجاوز معايير القانون الدولي والمحلي في الاشتباه.
مشاركة :