يا أيها المتسترون

  • 7/5/2016
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

منصور المتعب أكاد أجزم بأن قوانين ولوائح وإجراءات واشتراطات وزارة العمل في المملكة ليس لها مثيل في كل دول العالم لاقتحامها تفاصيل لا يمكن الوصول إليها لولا الدهاليز التي تمارسها العمالة لكي تعمل لحسابها الخاص بعد إقصاء الشباب السعودي من سوق العمل أو تشغيله متسترا ومعقّبا لديهم بثمن بخس دراهم معدودات. فبالرغم من البطالة المقنّعة التي تعصف بشبابنا هذه السنوات مع تجاوز عدد العمالة حاجز الـ 10 ملايين وتجاوز السعوديين حاجز الـ20 مليون نسمة يبلغ الشباب أكثر من نصفهم؛ بالرغم من ذلك إلا أن رؤية 2030 بدأت بتكوين عاصفة مضادة لن يكون لها أثر إذا لم تتكاتف الجهود وتتضافر الإمكانيات. الآن الفرصة الذهبية قادمة لشبابنا لينفضوا عنهم عباءة التستر التي جعلتهم مجرد عبء على الدولة ويعملون لصالح العمالة مقابل مبالغ زهيدة، فلقد تضافرت جهود وزارات العمل والتجارة والصناعة ووزارة الشؤون البلدية ووزارة الاتصالات لتوطين الشباب السعودي في سوق بيع وصيانة الجوالات الذي يعتبر من أضخم قطاعات التجزئة في المملكة ويدر أرباحاً ضخمة للعمالة قد لفتت أنظار الاقتصاديين بعد أن هالهم حجم التحويلات الشهرية للخارج من أرباب هذا القطاع. وسيوفر هذا السوق أكثر من 20 ألف وظيفة للمواطنين، وذلك حسب ما أظهرت دراسة أعدتها الوزارة وسيقضي أيضاً على ممارسات التستر التجاري، ويقلص حجم الحوالات الخارجية ويساعد على تنظيم السوق ويدعم النواحي الأمنية في القطاع كما صرح متحدث وزارة العمل. ‎وفي دراسة أجرتها إحدى الصحف المحلية ‎خرجت بنتائج تكشف شبه انعدام حضور البائع السعودي، حيث إن العمالة الوافدة أصبحت مسيطرة على أكثر من 95 % لحسابها الشخصي في أسواق الاتصالات، مقابل نسبة 2 إلى 3 % من السعوديين الذين غالباً ما يخرجون مرغمين من السوق بسبب ممارسات العمالة معهم من رفع للأسعار عليهم وعدم تعامل تجار التجزئة مع أي بائع سعودي حتى يقرر الخروج من السوق من تلقاء نفسه. الآن مع رؤية المملكة سيختلف الوضع كلياً ولكن السوق يحتاج لوقفة جادة من الشباب أولاً؛ فالدولة ممثلة بوزاراتها وضعت الكرة في ملعبهم فبدأت بالتدريب المجاني وإعطاء الدورات للشباب في المعاهد المهنية لدخول هذا السوق وأيضاً الدعم المادي الكبير عبر قروض ميسرة تصل لـ 300 ألف ريال يشق بها الشاب طريقه في هذا المجال. وأكبر دعم للشباب هو منع أي أجنبي من العمل في هذا القطاع ابتداء من شهر ذي الحجة القادم وهذا سيفتح المجال للشباب للعمل دون أن تمارس ضدهم أي مضايقات. الفرصة مواتية ولكن هل شبابنا قادر على اقتناص هذه الفرصة أم سنجدهم متسترين بمبالغ زهيدة لصالح العمالة الأجنبية.

مشاركة :