ازدادت التطوّرات في العراق سخونة، فبعد يوم دام أسقط أكثر من 200 قتيل في الكرادة، وضع وزير الداخلية محمد الغبان استقالته تحت تصرّف رئيس الوزراء حيدر العبادي، في الأثناء تتقدّم القوات المشتركة نحو قاعدة جويّة يسيطر عليها إرهابيو داعش جنوب الموصل. وقدّم الغبان استقالته من وزارة الداخلية مبرراً الفشل الأمني بما سماه تقاطع الصلاحيات، وذلك عقب التفجير الدامي في منطقة الكرادة وسط بغداد الذي أوقع المئات من القتلى والجرحى واتهمت فيه وزارته بالتقصير. وقال الغبان خلال مؤتمر صحافي، أمس، إنه قدم استقالته إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي احتجاجاً على ما وصفه بالتخبط الأمني، مبرراً قراره بتقاطع الصلاحيات الأمنية وعدم التنسيق الموحد للأجهزة الأمنية، مضيفاً أنه سلم نائبه مقاليد وزارة الداخلية حتى يقرر العبادي في طلب استقالته. وقال الغبان، إن عودته عن الاستقالة مرهونة بإصلاح الجهاز الأمني، لافتاً إلى أنّ الحكومة العراقية لم تنجح حتى الآن في تنظيم عمل الأجهزة الأمنية والاستخبارية. تداخل صلاحيات وأشار إلى تعدّد الجهات الأمنية وتداخل صلاحياتها، محذراً من استمرار معاناة الشعب العراقي إذا ما بقي الحال على وضعه. ولم يعترف الغبان بوجود تقصير في أداء وزارة الداخلية تسبب في انفجار منطقة الكرادة وسط بغداد، معتبراً أنّ تأخر الدفاع المدني في الوصول إلى مكان الانفجار عدة ساعات سببه مشكلات قديمة. وانتقد الغبان قرار العبادي سحب أجهزة كشف المتفجرات، قائلاً إنّ القرار لم يقدم بديلاً. تقدّم قوات على صعيد آخر، قالت الحكومة العراقية، أمس، إن قواتها استعادت السيطرة على مجموعة من القرى الشمالية من تنظيم داعش، ما قرّبها من قاعدة جوية قد تستخدم منصة انطلاق للهجوم من أجل استعادة السيطرة على الموصل. وذكرت وزارة الدفاع في بيان، أنّ قوات الجيش سيطرت الآن على كل القرى في منطقة الحاج علي ووصلت إلى الضفة الشرقية من نهر دجلة على بعد نحو 60 كيلومتراً جنوبي الموصل. وذكر عميد في الجيش مشارك في العمليات لاستعادة السيطرة على قاعدة القيارة الجوية في الطرف الغربي من نهر دجلة، أن القوات العراقية طردت الإرهابيين من سبع قرى في منطقة الحاج علي، مساء أول من أمس الاثنين، بعد أن هرب عناصر التنظيم في قوارب أو سباحة في النهر. وأضاف الضابط: مصادرنا داخل القرى أبلغتنا أن مقاتلي داعش بدؤوا يهربون من القرى بأعداد كبيرة، لافتاً إلى أنّ هدف الجنود الآن أن يحاولوا الحفاظ على مواقعهم على ضفة النهر، وانتظار قوات أخرى تتقدم من الجنوب لتحاصر مقاتلي داعش وتسيطر على قاعدة القيارة الجوية. عزاء أقام مجموعة من شباب البصرة، أمس، مجلس عزاء حداداً على أرواح قتلى تفجيرات منطقة الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد في أحد مساجد المدينة. وقال محمد البصري، أحد المنظمين لمجلس العزاء، إن هذا المجلس سيستمر لمدة يومين لاستقبال التعازي كموقف يسجله شباب البصرة حداداً على أرواح الضحايا الذين قضوا بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة تبنى تنظيم داعش تنفيذه، إضافة إلى مؤازرة ذويهم.
مشاركة :