توعّد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الارهابي بالهزيمة في المعركة المترقبة في مدينة الموصل. وعقب تفقّده، أول من أمس، جرحى الانفجار المدمر في حي الكرادة في بغداد، عقد اجتماعا بالقيادات العسكرية والأمنية، في مقر عمليات محافظة صلاح الدين، قال فيه إن «الدواعش الذين ارادوا سلب العراقيين فرحة العيد بتفجير منطقة الكرادة سنجعلهم يحزنون الى الابد ونطاردهم ونهزمهم في الموصل كما هزمناهم في جميع المعارك». واشاد العبادي «بشجاعة المقاتلين الابطال وبالمعنويات العالية للجرحى واصرارهم على العودة مرة اخرى إلى ساحات القتال للقضاء على داعش بشكل نهائي»، مؤكداً «أهمية إدامة زخم الانتصارات وتحرير الأراضي والمحافظة على أرواح المقاتلين والمدنيين وتقليل الخسائر لتحرير آخر شبر من أرض العراق». وكان «داعش» نفّذ تفجيراً في الكرادة أسفر عن مقتل 281 شخصا وإصابة 200 آخرين، وهو الأكثر دموية منذ غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003. من ناحيتها، أعلنت وزيرة الصحة العراقية عديلة حمود ارتفاع عدد ضحايا تفجير الكرادة إلى 281 قتيلا، بعد رفع بعض الجثث المتفحمة ووفاة عدد من المصابين، مشيرة إلى انه تم تسجيل عينات 150 عائلة لمعرفة جثث ذويهم. في السياق، أكد عضو مجلس النواب رزاق محيبس ان «من نفذ بهم حكم الاعدام عقب تفجير الكرادة، ليسوا إرهابيين بل مدانين بجرائم جنائية، وهم من اهل الجنوب». وفي تصريحات تلفزيونية، ذكر انه يحمّل وزارة العدل مسؤولية عدم تنفيذ احكام الاعدام بحق الإرهابيين، مطالباً السلطة القضائية بسرعة إرسال ملفات الارهابيين المتورطين بمجزرة سبايكر للمصادقة عليها، لاسيما وأن احكامهم اكتسبت الدرجة القطعية. وكانت وزارة العدل أعلنت إعدام 5 من 3 آلاف إرهابي محكوم عليهم بالاعدام في السجون العراقية. من جانبه، أفد ممثل المرجع الديني علي السيستاني بأن «العراق الآن يخيم عليه الحزن في كل المحافظات بسبب هذه الفاجعة الأليمة (تفجير الكرادة)، مطالبا الحكومة بتطبيق القانون العادل بحق المتورطين». وفي كلمة له أمام حشد من المواطنين في موقع التفجير، قال أحمد الصافي: «باسم أهالي الضحايا نطالب بتطبيق القانون العادل بحق المجرمين والمروجين والمخططين والداعمين سواء كانوا من الداخل أو من الخارج». على صعيد متصل، اعتصم متظاهرون من محافظة ذي قار، امام سجن الحوت في الناصرية، مطالبين بإعدام الإرهابيين الموجودين فيه. وأكد مصدر من السجن ان عدد السجناء المحكمين بالاعدام 1400 منهم 89 أجنبياً. إلى ذلك، لا تزال داعيات انتهاكات «الحشد الشعبي»في الفلوجة تتفاعل، حيث كشفت منظمة «هيومن رايتس ووتش»أن تحقيقاً للحكومة العراقية في انتهاكات ضد المدنيين لايزال طي الكتمان. ويتمحور التحقيق حول انتهاكات خطيرة ارتكبتها الميليشيات وقوات الشرطة الاتحادية، إضافة إلى عمليات القتل والاختفاء القسري والتعذيب التي أبلغ عنها منذ بداية العملية، ووثقتها المنظمة. ولفت نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة جو ستورك، إلى أن الإخفاق في مساءلة المقاتلين والقادة عن الانتهاكات الجسيمة يُنذر بأخطار في معركة الموصل المرتقبة. كما نقلت المنظمة عن شاهد عيان أنه شاهد عناصر من «الحشد» تحرق المنازل والمحال التجارية وسط الفلوجة، مرددين هتافات طائفية، وأن بعض هذه العناصر قامت بنهب المحال التجارية والمنازل. وطالبت «هيومن رايتش» السلطات العراقية بالتحقيق في جميع الجرائم المزعومة، بسرعة وشفافية وفعالية، وبإنشاء لجنة تحقيق مستقلة لمعرفة ما إذا كانت الانتهاكات تُرتكب بكثرة أو بشكل منهجي. وأمس، قتل ثلاثة مدنيين وأصيب 13 آخرون بانفجار عبوتين ناسفتين غرب بغداد. وأوضح مصدر في الشرطة أن عبوة ناسفة انفجرت قرب محال تجارية في منطقة الطوبجي شمال غرب بغداد، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين. كما قتل شخصان وأصيب سبعة آخرون في انفجار عبوة ناسفة ثانية في منطقة خان ضاري في قضاء أبو غريب غرب بغداد.
مشاركة :