ما زالت هزيمة ما يسمى «جيش سوريا الجديد» على يد تنظيم الدولة في مدينة البوكمال السورية الأسبوع الماضي حاضرة في الصحف الأميركية ومنها «واشنطن بوست» التي وصفت المعركة الخاسرة بأنها ضربة لجهود أميركا العسكرية في سوريا. تشير الصحيفة إلى أن قوات جيش سوريا الجديد أجبرت على التقهقر إلى قاعدتها العسكرية في مدينة التنف على الحدود الأردنية بعد فشل هجوم سيئ التخطيط لاستعادة البوكمال ذات الأهمية الاستراتيجية على الحدود السورية العراقية. عن تفاصيل المعركة تقول الصحيفة إنها لم تسر وفق الخطوة المرسومة، فضلا عن أن الخلايا النائمة بالمدينة التي كان يتوقع أن تنضم للهجوم لم تستيقظ. وقالت الصحيفة إن الهزيمة المدوية لحركة سورية معارضة تدعمها أميركا أثارت الشكوك حول استرايتجية واشنطن في سوريا في وقت تتداعى فيه دفاعات التنظيم المتطرف في عدة جبهات من أرض «الخلافة» المزعومة، كما في الفلوجة على يد الجيش العراقي، وأيضا تراجع المسلحين أمام القوات الكردية بشرق سوريا. محصلة المعركة الفاشلة -تقول الصحيفة- كانت نصرا دعائيا لتنظيم الدولة، حتى مع مبالغته في حجم النصر الذي حققه. يحذر مايكل هوروويتز من مجموعة «ليفانتيان» للاستشارات الأمنية من أن عدم قدرة جيش سوريا الجديد على إعادة تنظيم نفسه وشن هجوم جديد، سيقضى عليه تماما. وأضاف هوروويتز أن القضاء على هذه القوة السورية المعارضة سيجعل الأميركيين أكثر اعتمادا على أكراد سوريا في حربهم ضد تنظيم الدولة. ويعتقد هوروويتز إنه إذا كانت هذه نهاية هجوم جيش سوريا الجديد، فسيكون ذلك انتكاسة لسياسية أميركا بسوريا وهزيمة لأي محاولات مستقبلية لبناء قوة عربية وكيلة لها في الحرب السورية.;
مشاركة :