وصفت المعارضة السعودية الدكتورة مضاوي الرشيد، قصف سوريا بـ «المغامرة» التي ترعاها الرياض، وأنها لن تحقق شيئاً. وأرجعت سبب توقيت القصف الآن إلى زيارة الوفد السعودي الأخيرة إلى بريطانيا وأميركا وفرنسا. وقالت الأكاديمية السعودية، في مقال بموقع «ميدل إيست آي» البريطاني: «إن كثيرين من الداعمين في العالم العربي للضربات العسكرية الغربية على سوريا ما زالوا متشككين إزاء توقيتها وغرضها ونتائجها».وأضافت: «سواء أكان الهدف هو معاقبة الأسد، أم حماية المدنيين، أم مجرد الانتقام؛ فمن المستبعد للغاية أن تكون الضربات مقدّراً لها تحقيق نتائج إيجابية». واستكملت في قولها: «على الرغم من السرعة التي اتُّخذ بها القرار في واشنطن ولندن وباريس لقصف قوات بشار الأسد، فإن قانونية الضربات لا تزال مثيرة للجدل. ومن دون وجود إجماع من الأمم المتحدة وتقرير كامل من مفتشي الأسلحة الكيميائية، فإن ضربات يوم الجمعة ستبقى دائماً مريبة وستفشل -بلا شكّ- في تحقيق أي من أهدافها المعلنة». وأوضحت الرشيد أنه «للإجابة على سؤال: لماذا تم التدخل الآن؟ يجب أن نبحث عن علاقات الدول الغربية الثلاث المضطربة مع روسيا، والزيارة الأخيرة التي قام بها الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية إلى العواصم الثلاث؛ حيث وعد بتنمية الاستثمار والإنفاق الباذخ على السلع الغربية». وأشارت إلى أنه خلال الزيارة، أوضح الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه مستعد لترك الجنود الأميركيين في سوريا، وهي قوة تقدّر بحوالي 2000 جندي فقط، فقط إذا دفع أحدهم مقابل ذلك. وذهبت الكاتبة للقول: «لقد حوّل ترمب حقاً القوة العسكرية العظمى المزعومة إلى قوة مرتزقة مستأجرة جاهزة للنشر عند تلقّي الأموال. ولن يتردد الحاكم السعودي في رمي الأموال من أجل تدخّل شرس من قِبل نظامه في سوريا». ورأت الرشيد أن التدخل السعودي لم يحقق أي مكاسب، لافتة إلى أنه بعد 7 سنوات من الصراع السوري، فشلت السعودية في عزل إيران عن السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، والإطاحة ببشار الأسد وتثبيت نظام سوري يكون كالدمية في يدها. وتابعت بالقول: «بغضّ النظر عن مدى دقة تنفيذ هذا القصف، فإن الضربات الأميركية والبريطانية والفرنسية لا تتعلق حقاً بالشعب السوري ومحنته التي مضى عليها سبع سنوات؛ فعمليات انتزاع الملكية والنزوح والموت لن تنتهي بإسقاط بضع قنابل هنا وهناك». واستطردت الكاتبة: «القصف نُفّذ بعد زيارة ولي العهد السعودي للعواصم الثلاث؛ حيث تم تقديم وعود اقتصادية، وتوقيع عقود لشراء مزيد من الأسلحة. إن قصف سوريا هو مغامرة ترعاها السعودية لن تحلّ الصراع في سوريا ولا تعيد اللاجئين إلى ديارهم». واختتمت الكاتبة مقالها: «المشكلة الرئيسية في العالم العربي هي الدكتاتوريين الذين ما زالوا مدعومين من قِبل قوى أجنبية، وهذه القوى الأجنبية تقصفهم عندما يصبحون بلا فائدة. إن التدخلات الغربية المريرة في الماضي والحاضر، ستبقى مثيرة للجدل وخطيرة. وعندما يتم تمويلها من قِبل الأموال السعودية تكون أكثر إشكالية، وتخدم مصلحة نظام قمعي قاتل بدلاً من تخفيف معاناة الشعب السوري».;
مشاركة :