«العيدية» تراث شعبي وإسلامي يأبى الاندثار

  • 7/8/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

العديد من مظاهر العيد والابتهاج به طالها الكثير من التغيرات بتغير الزمن، إلا «العيدية» التي تعد موروثا تراثيا في كافة البلدان الإسلامية، وإن اختلفت الآراء حول أصله، ومن أول من قدم العيدية، أما الدين الإسلامي فلا يرفضها بل يحث عليها من باب صلة الرحم وإدخال الفرحة والسرور في العيد، حيث ظلت لها بهجتها الخاصة، يفرح بها الصغار وينتظرونها حتى ولو كانوا يحصلون على أضعافها في الأيام العادية، وحتى الكبار الذي ينالهم في العيد منها نصيبا، تكون مصدرا للبهجة لهم، وتقدم لهم رسائل خاصة جدا يقول الباحث في التراث القطري خليفة السيد إن العيدية تراث شعبي متصل بالتراث الإسلامي «فدائما ما كانت تقدم للطفل كهدية على صيامه في شهر رمضان، ولزيادة فرحته بقدوم العيد، وكنوع من التشجيع لهم للاستمرار في هذا كل عام، كما كان للمسحراتي عيدية عبارة عن قطعة إزار جديدة، أو ثوب أو نعال، بالإضافة إلى المال فهو أساسي». وتابع: «رغم الهدايا العينية التي دخلت عالم العيدية، إلا أن الأخيرة ظلت تحتفظ بشكلها النقدي، فهو الأساس والأكثر شيوعا لها، لكنها بالطبع أصبحت عملات ورقية وليست حديدية كما هو الحال في الماضي، وغالبا ما تكون أوراقا جديدة تماما، حيث تحرص البنوك على طرح أوراق مالية جديدة لمناسبة العيد ويتوجه الناس إليها لتغيير ما لديهم من عملات بمبالغ تصل إلى 40 و50 ألف ريال، أو سحب نقود من حساباتهم بالعملات الجديدة، وارتبطت ظاهرة النقود بالجديدة بالعيد لمنحها مزيدا من البهجة لمن تقدم له الهدية تمييزا لها عن النقود التي تقدم لها في أي وقت آخر». وأوضح الباحث في التراث القطري أنه برغم تغير الكثير من مظاهر الاحتفال بالعيد حاليا عما كان الوضع عليه في السابق، كأكلات العيد التراثية وحلواه التي حل محلها أنواع الكيك والجاتوه الغربية والشيكولاتة السويسرية وغيرها من الأصناف، إلا أن العيدية النقدية رغم دخول الهدايا إلى جانبها بقيت من المعالم المستمرة في العيد التي تأبى الاندثار . وتوضح الإعلامية والكاتبة خولة مرتضوي أن العيد يرتبط بعدد من العادات الاجتماعية الموروثة: «حيث يأخذ العيد طابعا مليئا بالبهجة والسرور وتسبقه عدد كبير من التجهيزات التي يتسارع على إتمامها الصغير والكبير كشراء ملابس العيد، وتجهيز (فواله) العيد وهي الضيافة الخاصة التي تقدم لجموع المهنئين أيام العيد، وتشمل الفواكه والحلويات والمكسرات، وصولا إلى تجهيز العيادي أو (العيدية) والتي تعتبر من أهم المفردات التراثية في كل عيد، وتعد العيدية -التي غالبا ما تكون مبلغا من المال (نقود جديدة في الغالب)- أو هدية عينية، من العادات العربية القديمة التي ما زالت محتفظة بأصالة وجودها . من باب بر الأبناء والتدليل والمحبة وتابعت: «رغم بساطة فكرة العيدية إلا أنها تدخل السرور في قلب المعايدين، ففي الأسرة الممتدة تجد الجد والجدة يعايدون (يقدمون العيدية) لأبنائهم وأحفادهم، وذلك من باب بر الأبناء والتدليل والمحبة والخصوصية، كما تجد في الأسرة الصغيرة الأب والأم يعايدون أبناءهم الصغار، وكذلك أطفال الحي (الفريج) الذين يتوافدون على منزلهم من بعد صلاة العيد ويرددون لأهزوجة (عيدكم مبارك يا أهل البيت) في شكل يشبه كثيرا ليلة القرنقعوه الشهيرة في خليجنا العربي. وتقول الداعية والمستشار التربوي أنوار الغيثاني أن العيدية تحقق العديد من الأمور التي يحث عليه الدين الإسلامي عليها كصلة الأرحام، وعطف الكبير على الصغير. وأشارت إلى أن العيدية يمكنه أيضا أن تزيد صلة الطفل بوالديه حيث يمكنه أن يتذكرهما بهدايا بسيطة من ماله، أو يحفظ عيديته مع والدته ويأخذ منها حسب احتياجاته.;

مشاركة :