قالت كريستين لاغارد رئيسة صندوق النقد الدولي إنه من غير المرجح حدوث انكماش اقتصادي عالمي نتيجة التأثيرات الاقتصادية التي تتسبب فيها الصدمة التي أحدثها استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وشددت لاغارد في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس، على أن ذلك يتوقف على مدى سرعة الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي في التوصل إلى جدول زمني محدد وإطار اتفاق بخصوص خروج بريطانيا من الاتحاد، وأن من شأن ذلك تبديد حالة اللااستقرار التي تسود قطاع الاستثمار. وأضافت لاغارد أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو ما بات يعرف باسم «بريكسيت» يؤكد حاجة الاتحاد الأوروبي لمزيد من الشرح والتوضيح لايجابيات الاتحاد الأوروبي وكيف يمكنه أن يفيد الأوروبيين بعيدا عن عدم الاتفاق مع مؤسساته أو الشعور بالاحباط من سياساته. وحول ما يمكن أن تقوم به الحكومة البريطانية، قالت المتحدثة إن لجوء لندن إلى خفض الضرائب على الشركات، من أجل مواجهة التداعيات الاقتصادية الناجمة عن خروجها من الاتحاد الأوروبي، يمثل «سباقا نحو الهاوية» ستكون عواقبه وخيمة على الكل. وتحدثت لاغارد من مكتبها في واشنطن مع بداية فترتها الثانية على رأس صندوق النقد الدولي لمدة خمس سنوات، وتأتي تصريحاتها بعد أسبوعين من استفتاء صوت فيه البريطانيون بأغلبية بسيطة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ووصفت الحدث بأنه «من المخاطر الرئيسية» التي يمر بها العالم. وأضافت «لا نرجح أن تكون هناك حالة انكماش اقتصادي عالمي نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أما التأثيرات المباشرة فستتعرض لها بريطانيا، وستكون لها تداعيات على دول الاتحاد الأوروبي. الكلمة الدقيقة التي ترادف بريكست هي حالة عدم اليقين في الأسواق، وكلما طالت، سيكون تأثيرها أخطر». وتشعر لاغارد التي تقود مؤسسة تحملت الكثير من الاضطرابات التي مر بها الاتحاد الاوروبي بالتفاؤل حول النتيجة التي ستؤول إليها مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد. وبالرغم من التداعيات التي ستطال دول الاتحاد الأوروبي - تقول لاغارد - «بريكسيت» سيكون بمثابة الحافز لدول الاتحاد الأوروبي، الذي سيدفعها إلى تعميق الاندماج الاقتصادي لدول الاتحاد.
مشاركة :