قال المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني إن «التهاون مع المسؤولين الفاسدين والفاشلين على حساب دماء المواطنين بات أمراً لا يطاق ولا بد من وضع حد له»، واتهم المسؤولين بعدم امتلاكهم «الرؤية الصحيحة ونشر الفساد والمحسوبية في مختلف مفاصل الدولة»، فيما دعا رئيس الوقف السني إلى الحذر من «دوامة الطائفية». وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء أحمد الصافي، خلال خطبة الجمعة امس: «الأسبوع الماضي وقبيل انتهاء رمضان استهدف الإرهاب الداعشي تجمعاً كبيراً للمواطنين الأبرياء في الكرادة»، مبيناً أن «الإرهاب حصد أرواح المئات وأصاب مئات آخرين، في فاجعة عظيمة ومشاهد مروعة تقشعر لها الأبدان وتتوجع لها القلوب وتسترخص لها الدموع». وأضاف أن «ما جرى سلب الناس فرحة العيد وحوَّله مناسبةَ حزن وأسى»، مشدداً على أن «التهاون مع الفاسدين والفاشلين على حساب دماء المواطنين أمر لا يطاق». وأشار إلى أن «مطالبة الحكومة بالعمل على كشف مخططات الإرهابيين وإلقاء القبض عليهم وعلى من يدعمونهم وتقديمهم إلى العدالة واتخاذ الإجراءات الضرورية لم تحقق شيئاً، في ظل غياب الرؤية الصحيحة لأصحاب القرار وتفشي الفساد والمحسوبيات وعدم المهنية في مختلف المفاصل بالرغم من كل النصح المرجعي والضغط الشعبي». وزاد أن «المطالبة بإحداث تغيير جوهري في أداء المسؤولين وقيامهم بمكافحة الفساد بصورة جدية وتطبيق ضوابط مهنية صارمة في التعيينات الحكومية، ولاسيما في المواقع والمناصب المهمة كالمهام الأمنية والاستخبارية، لم يتم الأخذ بها». إلى ذلك، قال رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم خلال خطبة الجمعة أمس: «نحن اليوم نعيش في مفترق طرق، ولا نجاة لنا إلا بوحدتنا بكل مكوناتنا، نحن الشيعة والسنة ضحايا حرب بالوكالة، ولن نكون اليوم أدوات بيد أي طرف من الأطراف»، مشيراً إلى «أننا نرفض الفتنة ونقاتل كل من يسعى إليها». وأضاف: «في الوقت الذي ندين استهداف المرقد الشريف للسيد محمد بن علي الهادي في قضاء بلد، وكذلك استهداف الجوامع والمساجد والأضرحة، نؤكد أن هذه العمليات الإرهابية اليائسة هي جزء من المؤامرة الكبرى في دوامة العنف الطائفي، وهو عمل مفضوح ومكشوف، وعلى كل العراقيين الحذر منه». وتابع أن «الوحدة ونبذ الطائفية تليق بالشعب العراقي الذي دفع عشرات الآلاف من أبنائه قرابين على مذبح حريته واستقلاله وسيادته، وتابع: «قلناها وسنقولها: سنحرر مدننا وقرانا وسنبني العراق على قاعدة المواطنة المتساوية». واستنكر إمام وخطيب مسجد الكوفة في النجف علي الطالقاني، التفجير الذي شهدته منطقة الكرادة وسط بغداد، وحمّل الحكومة مسؤولية هذا «الخرق»، ودعا الشعب الى «التعاضد تحت راية العراق، متهماً «كبار الحكومة بسرقة المليارات المخصصة للملف الأمني».
مشاركة :