أخيرا اتحد منتقدو زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن وراء أنجيلا إيغل، التي استقالت من حكومة الظل، بعد قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقالت إنها ستتحداه على الزعامة. ورفض كوربن التنحي جانبا على الرغم من أن معظم أعضاء حكومته انفضوا من حوله، ووقوف نواب الحزب المنتخبين ضده. وقالوا إنه لم يبذل الجهد الكافي للدعوة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء الذي أجري على عضويتها. لكن أظهر استطلاع للرأي قبل أسبوع أن كوربن يتمتع بتأييد نصف قواعد الحزب. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «يوجوف» لحساب صحيفة «التايمز»، أن 50 في المائة من أعضاء الحزب سيدعمون كوربن في منافسة على القيادة، بينما قال 47 في المائة إنهم لن يساندوه. تتميز النائبة العمالية أنجيلا إيغل، البالغة من العمر 55 عاما، بوفائها لحزبها وخبرتها التكتيكية وقدرتها على المجادلة، وهي باتت اليوم مستعدة لمنافسة رئيس حزب العمال جيريمي كوربن الذي يلقى معارضة كبيرة داخل الحزب منذ استفتاء 23 يونيو (حزيران) الذي أخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. بعد فشل المفاوضات مع النقابات، بهدف تسوية الانقسامات داخل الحزب، أعلنت إيغل أمس السبت، أنها ستقدم ترشيحها الاثنين لرئاسة حزب العمال ضد كوربن الذي بات يعارضه 80 في المائة من نواب الحزب. وكتبت صحيفة «ديلي ميرور» الخميس الماضي، أن «ولاءها للحزب والقدرات التي أظهرتها (خلال المناقشات) في مجلس العموم أفضيا إلى اعتبارها المرشحة الوحيدة القادرة على جمع أعضاء حزب العمال من نواب وقيادة بعد الأزمة». ولدت إيغل في 17 فبراير (شباط) 1961 في يوركشاير من أب كان موظفا في مطبعة، وأم خياطة. وتلقت دروسها في مدرسة حكومية قبل أن تتخصص في الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة أكسفورد. برزت في شبابها بفوزها في مسابقات الشطرنج. واعتبرت صحيفة «إيفنينغ ستاندرد» أن ذلك يؤشر إلى قدرتها الذهنية على التعامل مع الأوضاع المتأزمة على غرار ما يواجهه حزب العمال حاليا. وبعد عملها في النشاط النقابي عبر كونفدرالية موظفي الخدمات الصحية، دخلت المعترك السياسي وانتخبت نائبة للمرة الأولى في 1992 في دائرة والاسي بشمال غربي بريطانيا. في 2001 انضمت إلى حكومة توني بلير، لكنها خرجت منها في العام التالي بعد تغيير وزاري. وفي 2007 عادت إلى الحكومة خصوصا بعدما عهد إليها رئيس الوزراء غوردن براون حقيبة الدولة لشؤون العمل والتقاعد بين 2009 و2010، لكنها فشلت في تلك المرحلة في توقع انفجار الأزمة العقارية في 2008، معتبرة أمام البرلمان أن مخاوف الليبراليين الديمقراطيين من الانكماش محض «خيال كارثي». ومع انتقال حزب العمال إلى صفوف المعارضة، كانت عضوا في حكومة الظل مع إيد ميليباند ثم جيريمي كوربن منذ سبتمبر (أيلول) 2015. عرف عن إيغل أنها منضبطة إلى حد كبير، وتلتزم دائما تعليمات قيادتها على صعيد التصويت، لكنها خرجت عن القاعدة نهاية العام الفائت حين أيدت توجيه ضربات إلى تنظيم داعش في سوريا، علما بأن استقالتها الاثنين من حكومة الظل شكلت صدمة وتسببت في انسحاب ثلثي الأعضاء الآخرين. وكتبت صحيفة «ديلي تلغراف» المحافظة أنه بمقدار ما كان جيريمي كوربن غير مقنع في مواجهة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون خلال جلسات المساءلة الأسبوعية أمام البرلمان، كانت أنجيلا إيغل التي قارعت وزير المال جورج أوزبورن «صادمة». وأضافت الصحيفة أن إيغل التي تمثل الجناح اليساري في الحزب بعيدا عن النهج الاشتراكي الديمقراطي لبلير أو براون: «يمكنها فعلا أن تقنع أعضاء الحزب بأنها حاولت العمل مع كوربن، لكن من دون جدوى». وتابعت: «يمكنها أن تخاطب جميع أنواع الناخبين والفئات الشعبية في شكل مقنع. إنها تحديدا ما يحتاج إليه حزب العمال». وبعدما توقع الجميع أن تتحدى إيغل كوربن اعتبارا من الخميس الماضي، فضلت في مرحلة أولى تتبنى موقفا هادئا لتفسح له مجال الانسحاب من دون مشكلات، مما يؤشر إلى حذر وأيضا إلى ولاء حيال الحزب. وصرحت في فبراير (شباط) لمجلة «ذي أوبزرفر» أن «حزب العمال أكثر أهمية من أي شخص». مع شقيقتها ماريا، النائبة منذ 1997، تشكل إيغل أول توأمين ينتخبان في مجلس العموم البريطاني.
مشاركة :