ظهرت مؤخراً مقاطع فيديو عبر قنوات التواصل الاجتماعي يجاهر ناشروها بالفواحش؛ رغم أن بعضهم يتخفى بأسماء مستعارة؛ لكن صورهم وأصواتهم ظاهرة وواضحة! والمجاهرة بالإثم أشنع من فعله؛ لأن المجاهرة بالذنب والفاحشة تؤدي لتطبيعها ويجرِّئ الباقين على فعلها ويدعوهم إليها، فيكثر المجاهرون بلا حياء ولا خوف ويستخف بها أهل المنكر، وربما لا يدرك الفاعل حجم الجناية على نفسه، وقد يجهل مقدار الإثم الذي اكتسبه بهذا الفعل الشنيع، أو أنه يعلم ولكنه يتحدى المجتمع وقيمه الأخلاقية. والرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلاَنُ، عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ» متفق عليه. وللأسف ظهرت مقاطع فيديو تحتوي على تحرّش صريح بفئات عمرية مستهدفة تتصف بالبراءة والطفولة بدعوى إشاعة الدعابة وروح النكتة والممازحة، وظهر بعض الأشخاص ذوي السمات الدينية وطلاب العلم الشرعي وهم يتلفظون بالألفاظ غير الأخلاقية! وبعد أن تم اختراق حساباتهم بان خزيهم! وأظهرت المقاطع المصوّرة قيام بعض الأشخاص الشاذين بالتواصل مع زبائنهم لعرض الفاحشة عليهم تحت مسميات مختلفة كالمساج أو الحمامات الخاصة، وأجزم أنهم تمنوا الموت بدلاً من الفضيحة. ولكي تستمر المحافظة على القيم الأخلاقية فإنه حري بكل امرئ سليم الفطرة التصدي لمثل هذا الإسفاف والانحطاط الأخلاقي ضد من يسعى لنشر ألفاظ الشذوذ ومشاهدها الفاحشة وتبليغ الجهات الأمنية، والوقوف بوجه كل من يحاول الإخلال بالمنظومة الأخلاقية والآداب الشرعية والنظام لأنه يعد خروجاً عن القانون ويلزم معاقبته. والحق أن المجتمع السعودي بمجمله يرفض الخروج عن الآداب العامة ويمقت الانحراف الأخلاقي، وهو ما جعل الجهات المختصة تتتبع أصحاب الحسابات الشاذة وتقبض عليهم بعد ردود الأفعال المجتمعية من خلال نشر تغريدات ساخطة تطالب بالقبض على مشيعي الرذيلة لوقف سلوكهم وحماية لمتابعيهم المراهقين، وهذا التكاتف كفيل بتطهير المجتمع من الشاذين والمنحرفين.
مشاركة :