أكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن الوزارة ماضية في خططها التطويرية الطموحة للتعليم، وتعزيز المفاهيم التربوية الحديثة في المدرسة الإماراتية، عبر صياغة الأطر التي تساند هذه التوجهات واستحداث مناهج تعليمية تعنى في الابتكار تُدرس بدءاً من العام الدراسي المقبل، وتكريس هذا المفهوم لدى الطلبة منذ الصفوف الدنيا ضمن بيئة مدرسية فائقة الجودة ومتعددة المقومات، بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة، وصولاً إلى بلورة رؤية عصرية لتعليم من الطراز الرفيع يسهم في التحول نحو مجتمع اقتصاد المعرفة المستدام. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها معالي وزير التربية والتعليم في اللقاء التعريفي لمبادرة سفراء الابتكار التي أطلقتها الوزارة، وينتسب إليها 160 طالباً وطالبة، يشكلون صفوة طلبة مدارس الدولة، وذلك في جامعة زايد بدبي، وسيتوجهون إلى أرقى بيوت الخبرة والمؤسسات البحثية والعلمية والصناعية في دول متقدمة، بحضور البروفيسور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، والدكتورة آمنة الضحاك الشامسي مديرة إدارة الريادة والابتكار في وزارة التربية والتعليم، والطلبة المعنيين، وأولياء أمورهم، والمشرفين على المبادرة. وأكد معاليه في كلمته أن هذه المبادرة التي استحدثتها وزارة التربية تهدف إلى تحقيق أغراض عدة، وعلى رأسها صناعة عقول وطنية متمرسة وكفؤة، وإيجاد جيل مبتكر يتميز بالنبوغ والإبداع والثقة، قادر على قيادة دفة التطور في قطاعات حيوية تتطلع إليها الدولة. فكر ومنهجية وأضاف: أصبح الابتكار أحد أهم مفاتيح تقدم وتطور ونهضة الأمم، والسبيل الأوحد نحو رفد الدولة بأحد أهم مقومات ازدهارها، ومن هذا المنطلق وجهت القيادة الرشيدة بالاهتمام الشديد بالابتكار، عبر جعله فكراً ومنهجية عمل تطال مختلف مناحي قطاعات الدولة وكذلك شرائح المجتمع كافة، لحفز الجميع كل في موقعه على تتبع خطوط ومسارات جديدة في عملهم، وإتاحة المجال أمامهم لمساحة أكبر للتفكير المبدع والخلاق، وتقديم أفضل أداء. وأشار إلى أن تحقيق الأجندة الوطنية الخاصة في الابتكار لا يمكن أن يصبح حقيقة ملموسة من دون إعداد اللبنة الأساسية التي تستطيع أن تنقلنا إلى المراتب المتقدمة التي نطمح إليها، ولا يتم ذلك إلا من خلال جيل جديد مبتكر يُعد حجر الزاوية فيها، لافتاً إلى أن دورنا في المؤسسات التعليمية يتمثل في تهيئة وإعداد الطلبة بالشكل الأمثل عبر تشرب واستقاء الممارسات والعناصر التي تدخل في صميم الابتكار وإطلاعهم على التجارب العالمية في هذا المجال وتنمية مهاراتهم الإبداعية وطرق تفكيرهم. وذكر أن وزارة التربية وضعت خطة طموحة تتضمن برامج عدة داعمة لتوجهات الدولة في تعزيز مفهوم الابتكار لدى الطلبة عبر تقديم مختلف أصناف الرعاية والدعم للمبتكرين وتطوير قدراتهم، وإكسابهم مهارات القرن 21، ومن ضمنها استحداث مبادرة سفراء الابتكار التي تستقطب 160 طالباً وطالبة، للسفر خارج الدولة والتحليق إلى منابع الابتكار الريادية وبيوت الخبرة والمؤسسات العلمية والصناعية ومراكز الأبحاث خلال إجازة الصيف. رؤى طموحة من جانبها أكدت الدكتورة آمنة الشامسي في كلمة لها أن اهتمام وزارة التربية بالابتكار نابع من توجيهات القيادة الرشيدة، وهو ما تجسد في مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: إن الابتكار يجب أن يصبح عادة حكومية، وممارسة يومية، وثقافة مؤسسية راسخة، وإن هدف الحكومة الجديد أن تكون الأكثر ابتكاراً في العالم، وتمثل ذلك بتدشين سموه الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات في مقدمة الدول الأكثر ابتكاراً في العالم بحلول عام 2021. وأوضحت أنه تماشياً مع الرؤى الطموحة للقيادة الرشيدة، وجه معالي حسين بن إبراهيم الحمادي باستحداث وتطوير عدة مبادرات تصب في تحفيز ودعم أنشطة الابتكار والريادة في الدولة، من ضمنها مبادرة سفراء الابتكار التي تهدف لشحذ الدافعية لدى الطلبة والمعلمين المبتكرين وصقل مهاراتهم في مجالات الابتكار السبعة التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية للابتكار. وذكرت أن المبادرة تهدف أيضاً تأسيس منصة مميزة تحتضن نخبة من الطلبة والمعلمين وتصقل قدراتهم الابتكارية لإعداد كفاءات وطنية مبتكرة فذة تساهم في بناء اقتصاد معرفي مستدام لدولتنا الحبيبة، لافتة إلى أنه سيتم توظيف أهداف المبادرة عبر تكليف الطلبة بالعمل على مشاريع ابتكارية، وسيتم لاحقاً تنظيم ملتقى سفراء الابتكار لاستعراض تجارب الطلبة ومشاريعهم الابتكارية أمام زملائهم لتحقيق أكبر استفادة ممكنة بما يثري في المحصلة النهائية المجتمع المدرسي ويغذيه بخبرات جديدة. وبينت أن برنامج سفراء الابتكار في دورته الأولى يضم 160 طالباً وطالبة يرافقهم نخبة مميزة من المعلمين وطاقم إدارة الابتكار والريادة سيسافرون نهاية الأسبوع الجاري في رحلة علمية إلى أربع وجهات عالمية رائدة في مجال الابتكار، وهي: المملكة المتحدة، هولندا، سويسرا، وكوريا الجنوبية، وتستمر الرحلة لمدة أسبوعين. وقالت إن معالي وزير التربية والتعليم وجه بتخصيص دورة من البرنامج للمعلمين المتميزين في مجالات الابتكار والريادة تستهدف 100 معلم ومعلمة في دورتها الأولى، مشيرة إلى أنه سيتم فتح باب التسجيل فيها مطلع العام الدراسي المقبل. عمل جماعي اعتبرت الدكتورة آمنة الشامسي أن توليد الأفكار وإنتاجها عمل جماعي منظم سيشارك فيه الطلبة المنتسبون عبر الاطلاع على أفضل التجارب والممارسات الابتكارية، والتفاعل مع الممارسات الحديثة من خلال التفكير الإبداعي بأعلى مستوياته، ثم العودة للوطن وهم يحملون فكراً جديداً وخبرات غنية ينقلونها لزملائهم. وخلصت إلى أن هؤلاء الطلبة النخبة الذين مُنِحت لهم هذه الفرصة المثالية يعول عليهم تحقيق استراتيجية الوزارة الخاصة بالابتكار، ونشره ليس فقط ثقافة بل ممارسات فعلية في مدارسهم وجامعاتهم من خلال ما سيقدمونه من أفكار ابتكارية ستحفز زملائهم.
مشاركة :