كان تسلط رجال الدين في أوروبا في القرون الوسطى على رقاب الناس وتحكمهم بالسياسة والحكم والمال والعقول والنفوس تحكما قهرياً ظالماً ، كان حافزاً ومُحرِّضاً ودافِعاً أدى إلى ظهور العلمانية واندلاع الثورة على الكنيسة وعلى تسلط رجال الدين ، لأن تسلطهم كان بالباطل والظلم والقهر والجهل والدجل والنصب والاحتيال والكذب والافتراء ولأنه قائم على فهمٍ خاطئٍ محرَّفٍ مُنحرًِفٍ فيه الكثير من الخرافات والأكاذيب والتحايل والغش والتدليس والافتراء . وقد وقع عند رجال الدين من نظام ( ولاية الفقيه ) الفارسي الحاكم في بلاد فارس ( إيران ) ما وقع من رجال الدين النصارى الذين تسلطوا واستبدّوا في أوروبا وهذا ما سيؤدي إلى ثورة عارمة من كل أطياف الشعب الإيراني والمُعارضة تؤدي - كنتيجةٍ لاحقةٍ - إلى إسقاط نظام الحكم الفارسي واستبعاد كثير من أساليب رجال الدين في نظام ( ولاية الفقيه ) الفارسي الإيراني ، وإقصاء مؤسسات الدجل الدينية ورجالها ذوي الضحالة العلمية والدينية والسياسية . وقد انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس السبت 9 يوليو فعاليات مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي بمشاركة أكثر من ( ١٥٠ ) ألف من أبناء الجاليات الإيرانية المنتشرة في مختلف دول العالم ، ودعت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في كلمة لها خلال افتتاح المؤتمر إلى إسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران معتبرة أنَّ الاتفاق النووي زاد من جرائم طهران في المنطقة وأن سياسات الولايات المتحدة في عهد أوباما تجاه إيران يشوبها التضارب وأفرزت مصائب للمنطقة ، وأوضحت رجوي أنَّ النظام الفارسي الحاكم في طهران اقترف جرائم ومجازر في سورية والعراق ولبنان واليمن والبحرين والسعودية للتغطية على فشله ، كما أنَّ ذلك النظام الفارسي شن هجماتٍ صاروخيةً على معسكر ليبيرتي في بغداد مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى والضحايا ، كما أوضحت رجوي أنَّ السنة يتعرضون للاعتداء والقمع والإبادة الممنهجة والمنظمة على أيدي نظام ( ولاية الفقيه ) الفارسي الإيراني . كما أعربت عن إدانتها الشديدة للتفجير الإرهابي الذي وقع بالقرب من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة في السعودية. وأعربت رجوي عن أملها في أن تتخلص المنطقة والعالم بأكمله من التطرف الدیني والإرهاب الذي تدعمه وتسانده وتموله بلاد فارس ( إيران ) ، وافتتح المؤتمر بمشاركة كبار الشخصيات الأمريكية والأوروبية والعربية وغيرها من قارات العالم الـ5 وقدَّمت الجمعيات الإيرانية الوافدة من أرجاء العالم أدلةً وبراهين وتوثيقاتٍ لملف قمع الحريات العامة وانتهاك حقوق الإنسان في إيران، وتنامي واتساع حركة الاحتجاجات الشعبية في مختلف المحافظات والمدن الإيرانية على خلفية التزايد الخطير في الإعدامات بلا مُحاكمات التي بلغت رقماً قياسياً، حسب الإحصاءات الرسمية . وفي كلمة ألقاها الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق في المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية في باريس أكَّدَ إن مطلب المعارضة الإيرانية بإسقاط نظام ( ولاية الفقيه ) سيتحقق ، مُشيراً إلى أن النظام الفارسي الإيراني يدعم جماعات طائفية إرهابيةٍ لزعزعة الاستقرار في عدد من دول المنطقة ، ومُشيداً في ختام كلمته بالسيدة مريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية وزوجها المرحوم مسعود رجوي وبالجهود المبذولة من جميع قيادات المعارضة الإيرانيةِ في التصدي والوقوف في وجه النظام الفارسي الإيراني ومُجابهته وإسقاطه ، كما أعلن الأمير تركي دعم المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي للانتفاضات في أنحاء إيران ومناصرة الشعب الإيراني في ثورته ضد النظام الحاكم في طهران. عبدالله الهدلق
مشاركة :