لم يكن يوماً عابراً ذلك الذي مر بـ«الكرة الفرنسية»، يوم القهر أو الظلام، أو حتى يوم السقوط، كلها تروي حال الفرنسيين في ليلة آلمتهم وأصابتهم في مقتل، إذ انطفأت كل مصابيح «سان دوني» واشتعلت نيران الحسرة في قلوب أصحاب الأرض، وجمعتهم الدموع بعد أكثر 120 دقيقة مريرة، ربما على مر المسير، وهطلت الدموع من عيون اللاعبين قبل أن يذرفها الأنصار في المقاعد والشوارع، أو هنالك خلف الشاشات، وندبوا حظهم ولحسان حالهم «الأرض أرضي والزمان زمانهم»! زمان البرتغاليين الذين ضربوا برمح النصر في ميادين «عاصمة العطور»، وهزموا القاصي والداني وألحقوا بهم أهل الديار، وعانقوا مجد طال رجاؤه، لينقش اسم البرتغال على صدر الكأس الغالية، ويطير به رونالدو وكتيبة سانتوس إلى لشبونة، مخلفين وراءهم جراح لا تخيطها أعذار ولا مواساة. الأحزان استمرت في فرنسا حتى بعد مرور يومين على النهائي الذي ذهب رفقة التاريخ، فما زالت الصحف تعنون على أوراقها بانكسار، إذ كتبت «ليكيب»: «نستفيق مجدداً على مشاعر الحسرة»، وعنونت أخرى: «كيف ننسى حلمنا المكسور»؟ فيما اعتبر المدرب ديدييه ديشان أن «الشعور المهيمن هو خيبة الأمل»، مضيفاً: «لا شيء مهم في المباراة، لكني ما زلت أفكر خصوصاً بالقائم الذي تصدى لكرة جينياك في الوقت بدل الضائع، ماذا لو أخذت طريقها للشباك بدلاً من أن ترتطم بقلوبنا قبل أن يهتز، يجب تهنئة البرتغال، لكن هناك الكثير من خيبة الأمل. الخسارة بهذه الطريقة وفي النهائي بعد المشوار الجيد أمر مؤلم حقاً. هذا شيء فظيع».
مشاركة :