رونالدو بين دموع الحزن والفرح والإنجازات القياسية

  • 7/13/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

باريس أ ف ب اعتقد كثيرون أن سيناريو 2004 سيتكرر، وأن البرتغال ستسقط في المتر الأخير مرة أخرى لأن الحظ خان بطلها التاريخي وقائدها كريستيانو رونالدو وأجبره على متابعة نهائي كأس أوروبا 2016 من على مقاعد الاحتياط منذ الدقيقة 25 بعد تعرضه للإصابة، لكن دموع الحزن والألم تحولت إلى دموع فرح طال انتظاره قادت بلاده إلى المجد القاري. بكى رونالدو طويلا بعد نهائي 2004 الذي خسرته البرتغال على أرضها أمام اليونان 0-1، وكان عازما الأحد على «استاد دو فرانس» وأمام فرنسا المضيفة على تعويض ما فاته قبل 12 عاما وقيادة بلاده إلى لقبها الأول على الإطلاق. لكن احتكاكا بينه وبين الفرنسي ديميتري باييت أخرجه من اللعبة وجعله يبكي طويلا، لكن الحلم الذي كاد أن ينتهي في الوقت بدل الضائع من الوقت الأصلي لو لم يتدخل القائم في وجه محاولة أندريه بيار جينياك، تحقق بفضل البديل إيدر، ونجح نجم ريال مدريد الإسباني أخيرا في معانقة المجد مع بلاده. «اليوم شعرت بالحزن والسعادة، هذا ما قاله رونالدو بعد المباراة النهائية التي حسمت في الشوط الإضافي الثاني بفضل تسديدة بعيدة من إيدر، مضيفا: «ما بإمكاني قوله إنها إحدى أسعد اللحظات في حياتي. لقد بكيت». وأكد رونالدو الذي توج بكل شيء ممكن على صعيد الأندية سواء مع فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي أو الحالي ريال مدريد لكنه انتظر حتى أمسية الأحد لكي يتوج بلقبه الأول مع بلاده، إنه كان يشعر بأن إيدر الذي دخل في الدقيقة 78 بدلا من ريناتو سانشيز سيكون الرجل الذي سيحسم اللقب لبلاده. وقال في هذا الصدد: «شعرت بأنه سيكون الشخص الذي سيحسم المباراة في الوقت الإضافي. لست عرافا أو شخصا يرى المستقبل لكني أتبع مشاعري دائما». وأصبحت البرتغال أول منتخب يقهر فرنسا على أرضها في البطولات الكبرى ويلحق بها الهزيمة الأولى في مبارياتها الـ 19 بين جمهورها (5 مباريات في كأس أوروبا 1984 حين توجت باللقب و7 في كأس العالم 1998 حين توجت أيضا و6 في كأس أوروبا 2016 قبل خسارة السابعة أمام البرتغال). أراد رونالدو أن يذرف «دموع الفرح» في نهائيات 2016 بحسب ما أعلن قبل المباراة النهائية، لكن من المؤكد أنه لم يتوقع بأن تسير الأمور بالطريقة التي سلكتها في مواجهة «استاد دو فرانس» بسبب تدخل باييت الذي أفلت من العقوبة ولم يوجه إليه الإنذار من قبل الحكم الإنجليزي مارك كلاتنبرج ما أثار حفيظة المدرب فرناندو سانتوس. وتحدث سانتوس عما حصل في الدقيقة 8 من اللقاء، قائلا: «أعتقد أنه كان يتوجب على الحكم أن يرفع بطاقته. أنا أحترم الحكام. أعتقد أنهم محايدون وشرفاء لكني أعتقد بأنه كان عليه أن يرفع شيئا ما لكنه لم يمنحنا حتى خطأ». وواصل: «قائدنا قام بمجهود خارق. حاول مرتين أن يعود إلى أرضية الملعب لكنه لم يتمكن من مواصلة اللعب». وخرج رونالدو للعلاج مرتين وفي الثانية كانت الدموع في عينيه، إلا أنه عاد إلى الملعب لدقائق معدودة قبل أن يستسلم ويطلب استبداله في الدقيقة 24 فخرج على الحمالة، تاركا مكانه لريكاردو كواريسما وشارة القائد للويس ناني. وحاول رونالدو تشجيع رفاقه من مقاعد البدلاء خصوصا بعد انتهاء الوقت الأصلي، وفي أواخر الشوط الإضافي عندما استعجل زميله رافاييل جيريرو للدخول إلى أرضية الملعب بعد أن كان يتلقى العلاج في الخارج، وذلك من أجل المحافظة على التقدم وتجنب أن يستفيد الفرنسيون من النقص العددي. لعب رونالدو دوره كقائد من خارج الملعب في آخر لقطة له قبل معانقة المجد والكأس الغالية التي جعلته يتفوق على غريمه في برشلونة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي اعتزل اللعب دوليا بعد أن فشل مرة أخرى في إحراز لقبه الأول مع منتخب بلاده بخسارته نهائي كوبا أمريكا للعام الثاني على التوالي على يد تشيلي. من المؤكد أن نهائيات 2016 ستبقى في الذاكرة بالنسبة لرونالدو ليس بسبب التتويج وحسب، بل لأن ابن ماديرا دوّن اسمه في سجلات البطولة القارية في أكثر من مجال؛ إذ إنه وبعد أن دخل إلى البطولة وفي سجله 6 أهداف سجلها في 3 مشاركات تمكن من رفع رصيده إلى 9 أهداف ومعادلة الرقم القياسي المسجل باسم الفرنسي ميشال بلاتيني الذي سجل جميع أهدافه في نهائيات 1984. كما أصبح رونالدو في فرنسا 2016 أكثر اللاعبين خوضا للمباريات في النهائيات بعد خوضه مباراته الـ 17 في الجولة الأخيرة من الدور الأول ضد المجر (3-3) متفوقا على الحارس الهولندي إدوين فان در سار والمدافع الفرنسي ليليان تورام، ثم عزز هذا الرقم مع وصول البطولة إلى نهايتها بعدما رفع رصيده إلى 21 مباراة (مقابل 18 لقائد ألمانيا باستيان شفاينشتايجر الذي وصل إلى نصف النهائي، و17 لقائد إيطاليا جانلويجي بوفون الذي وصل إلى ربع النهائي). وفي مباراة الدور الأول ضد النمسا التي أضاع فيها ركلة جزاء، أصبح «سي آر 7» أكثر اللاعبين البرتغاليين خوضا للمباريات الدولية، متفوقا على لويس فيجو بعدما رفع رصيده إلى 128 مباراة قبل أن يصل إلى المباراة 133 في نهاية البطولة.

مشاركة :