إعداد: أشرف مرحلي ما أروع هذا الكون الذي ننعم بالعيش فيه، وما أجمل الوجه الآخر لعالمنا الذي نحيا بين ظهرانيه، ويزخر بآيات وعلامات لا حصر لها تدلل على قدرة الخالق وعظمته، فأينما تولِّ وجهك، يقع ناظراك على جمال يغلف الطبيعة، فتحتضن الأرض أماكن زينتها ناطحات سحاب تعانق السماء، وأخرى كساها العشب الأخضر، فأكسبها جمالاً وروعة، وباتت كما اللوحة الفنية الرائعة، ونجد أماكن أخرى تغلفها الغرابة التي أعاقت النظريات والقوانين عن إيجاد تفسير لها، ومن هذه الأماكن اخترنا ما يلي: }} صخرة تتحدى الجاذبية في الهند: تعرف باسم كريشانا باتربول، وهي ظاهرة طبيعية لم تفلح قوانين الطبيعة ولا علم الجيولوجيا في تفسيرها والتعامل معها، فباتت بمثابة تحدٍ واضح لقوانين الكون، والصخرة تقع في بلدة ماهاباليبورام بالقرب من تشيناي، التي تشتهر بمنحوتاتها الصخرية الغريبة، وتجاوز عمر الصخرة 1300 عام، ولم يتغير وضعها المائل بزاوية 45 درجة، الغريب في الأمر أنها لم تتحرك من مكانها ولم تتدحرج، علاوة على شكلها المخيف، وفشلت محاولات سكان المكان في إزاحتها أو زحزحتها، حتى بعد أن استعانوا بأفيال ضخمة للقيام بذلك. يبلغ قطر الصخرة حوالي 5 أمتار ووزنها ما يقرب من 250 طناً، ولها قاعدة تلامس الأرض بمساحة لا تزيد عن المتر، ولا يجرؤ أحد من السكان على الاقتراب منها؛ خوفاً من أن تتدحرج عليه. وتذكر الأساطير الهندية القديمة أن اللورد كريشانا، كان صاحب شهية نهمة للزبد، واعتاد منذ طفولته سرقتها من أمه، وقصد بتسمية الصخرة الإشارة إلى قطعة كبيرة من الزبد، أراد اللورد سرقتها من أمه. وتعدّ المنطقة التي توجد فيها الصخرة من أهم مناطق الجذب السياحي في الهند، وتدرج بلدة ماهاباليبورام، ضمن مواقع اليونيسكو التراثية. }} صحراء الملح في بوليفيا: تعتبر من أجمل الأماكن التي حبت بها الطبيعة كوكب الأرض، وتقع في مرتفعات ألتيبلانو جنوب غربي بوليفيا، على ارتفاع 3,700 متر فوق مستوى سطح البحر، وتبلغ مساحة المجمع الصحراوي 10,582 كيلومتراً مربعاً، ويحوي ثلث احتياطيات العالم من الليثيوم، وبحسب الاختصاصيين، تكونت الصحراء من بقايا بحيرة مياه بحر باجيفيان، وقيل، إنها تنتج سنوياً حوالي 25 ألف طن من الملح ناصع البياض، ومخزن بها 10 مليارات طن، وعندما تعرضت بوليفيا لأزمة اقتصادية، حول المسؤولون الصحراء إلى منتجع سياحي، زاره الكثير من السياح، وهواة التزلج، وبات أكبر مكان في العالم لممارسة التزلج وقيادة السيارات على طرق زجاجية ممتدة إلى ما لانهاية تشبه المرايا، وتختلف أجواء البحيرة في النهار عن الليل، وتحتوي مياهها على المغنسيوم، والكالسيوم، والليثيوم، وغيرها، ويتميز المكان بأفقه الممتد بسمائه الصافية، وبجفاف هوائه وخفته، وتنعكس أشعة الشمس على الصفحة الزجاجية للملح ناصع البياض، فيضطر السائحون إلى ارتداء النظارات الشمسية لحماية العين. وتخلو المنطقة من الشوارع، ويمكن السير لعدة كيلومترات في اتجاه الأفق البعيد ومشاهدة ظل جبال الأندرز وقمة بركان، وتتوسط الصحراء جزيرة إنكاهوياسي الصغيرة التي تتخذ شكل سمكة، وتضم عشرات الأنواع من نبات الصبار، الذي قد يبلغ ارتفاع البعض منه عشرة أمتار، واكتشف الباحثون مومياوات تعود إلى أكثر من 3 آلاف عام في كهف على حافة البحيرة، التي تستوطنها طيور النعام وأنواع أخرى من الحيوانات مثل اللاما، وأرانب فيزكاشاس ضخمة الحجم، والثعالب، وأسد الجبال، ويأوي الزوار إلى فندق الملح للإقامة فيه، وقد استخدم في بنائه مليون كتلة ملح ضخمة، ويرى السياح، أن هواءه أنقى من هواء الفنادق العادية، ويضم الفندق 16 غرفة، وصنعت بعض أثاثاته من كتل ملحية، ويلعق بعض الزوار جدرانه للتأكد من أنه مصنوع بالفعل من الملح. }} منزل تحت الأرض لمنع التلوث الضوضائي: يقع المنزل المعروف باسم توبولانديا في سان ايزيدرو دي بيريز زيليدون في كوستاريكا، وأمضى الكوستاريكي مانويل بارانتيس 12 عاماً في تشييد منزله تحت الأرض، على عمق 63 قدماً، وبمساحة ألفي قدم، وتحيط به أنفاق أفقية تزيد على 1000 متر، وبحسب موقع الديلي ميل، يبرر الكوستاريكي ما قام به، بأنه رغب في أن يعيش مع أسرته بعيداً عن الضوضاء والتغير المناخي، فاختار منطقة حمراء التربة ذات صخور بركانية متماسكة، وتوجد على جدران المنزل رسوم ومجسمات وله عدد من المداخل والمخارج، ويضم حماماً، وكافة تمديدات الكهرباء و الماء، كما توجد به ثلاث غرف نوم، وغرفة معيشة، و غرفة للتأمل تزينها النباتات وتضيئها الأنوار، وصنع بارانتيس الأسرة من الحجارة المنحوتة، وعندما يتوجه الزوار إلى المكان، يسمح لهم بارانتيس بالتجول في أرجاء المنزل لرؤية غرفه وأنفاقه، ويخطط لتوسعة المنزل، وضم مساحات أخرى، ويؤكد بارانتيس، أنه لم يستخدم سوى معول وجاروف في الحفر. }} عين إفريقيا: صخرة كبيرة في مكان ساحر رصده رواد الفضاء خلال رحلاتهم الفضائية وتشبه عين الإنسان، و تقع في صحراء موريتانيا الفسيحة عديمة الملامح، ويطلق عليها البعض عين الأرض. تشكلت هذه الصخرة في الطرف الجنوبي من الصحراء الكبرى في موريتانيا، وهي واجهة مفضلة لجميع الجيولوجيين ورواد الفضاء، ويقول العلماء، إنها ليست فوهة بركان ولا حفرة نيزك، بل هي طبقات صخور رسوبية تراصت طبقة فوق طبقة، وبحسب وكالة ناسا، فللعين قطر واحد يقارب الخمسين كيلومتراً، مما يسهل رؤيتها من الفضاء، وفي البداية، ظن البعض أنها نتاج حفرة نيزك، لكن ثبت عدم صحة ذلك. ويشبه المكان عين الإنسان بجميع تفاصيلها، ويرجع الباحثون الشكل إلى تأكل طبقات الأرض بسبب عوامل التعرية، ويعزو سكان المنطقة الشكل إلى هبوط مجموعة من الكائنات الغريبة من كوكب آخر، ورسموا شكل العين. }} قصر ميرامار: يقع القصر على الشاطئ الأزرق للبحر الأدرياتيكي بالقرب من مدينة تريستا، وقد شيد في القرن التاسع عشر، بأمر من إمبراطور النمسا فرانز جوزيف، الذي قدمه هدية إلى أخيه الأرشيدوق ماكسيمليان، وأقام الأخير فيه عدة سنوات، ثم تركه ليتولى مهام منصبه إمبراطوراً للمكسيك، وأصيب برصاصة قاتلة، أثناء إحدى مغامراته. سكنت القصر من بعده أخته إمبراطورة النمسا إليزابيث و ابنها رودلف، ولي العهد الذي مات مقتولاً مع إحدى عشيقاته، كما ماتت إليزابيث هي الأخرى مطعونة في جنيف، بعد تسع سنوات من إقامتها في القصر، وانتشرت الإشاعات حول لعنة القصر، التي ترامت إلى مسامع الأرشيدق فرانسيس فرديناند، ابن عم رودلف، وسخر منها وقرر الإقامة في القصر، ومات مع زوجته رمياً بالرصاص في أحد شوارع مدينة سراييفو، وبعد الحرب العالمية الأولى، آلت ملكية القصر إلى إيطاليا، وعاش فيه دوق أستا، الذي كان يساند موسوليني، فعينه حاكماً للحبشة، ومات في حرب إفريقيا أسيراً، بعد الحرب العالمية الثانية أصبح القصر ملكاً للقوات الأمريكية، وسكنه بريانت مور وبرنابس ماكفادين اللذان ماتا بالسكتة القلبية، ولم ينجح أحد في تفسير ما حدث، وظلت لعنة القصر من العجائب التي لم يفسرها أحد. }} مطعم يشوي الطعام فوق بركان نشط: مطعم يحمل اسم ديابلو في جزيرة لانزروت في جزر الكناري الإسبانية، تجاوز المألوف إذ يقدم وجباته من الدجاج واللحم والكباب مشوية على فوهة بركان نشط، بدلاً من الشواية الكهربائية أو الفحم، لا يقذف هذا البركان حمماً بركانية، لذا يفضل بعض الطهاة استخدام حرارته لتحضير أطباقهم، إذ تصل درجة الحرارة إلى 420 درجة مئوية، ويعود تاريخ إنشاء المطعم إلى عام 1970، على يد المهندس الإسباني قيصر مانريك، الذي شيده في منطقة سياحية جذابة لتنشيط السياحة و استغلال تلك المناظر السياحية الجذابة، ثم استغل الطهاة بعد ذلك فوهة البركان لأغراض الطهي، وقد لاقت الفكرة نجاحاً باهراً، حيث يفد إلى المطعم آلاف السائحين من كافة أرجاء العالم سنوياً، للاستمتاع بالطعام المطهي على حرارة البركان، وقد أنشئ موقد الطهي من 9 طبقات من البازلت، يرتكز عليها باقي البناء لتتحمل الأرض الضغط الواقع عليها، و يوجد في المطعم غرف طعام ومطبخ. وتتميز جزيرة لانزروت بطبيعتها الساحرة و البركانية النشطة، فيوجد بها فوهات كبيرة وصغيرة، وحمامات مياه حارة تنساب منها المياه الكبريتية في عدد من الأماكن، كما يوجد في المكان أكثر من 174 كيلومتراً مربعاً من الرماد و المواد البركانية المنصهرة، نتجت عن بقايا انفجارات بركانية ضخمة حدثت منذ عهد بعيد. }} غابة الأحجار في الصين: من المألوف أن تضم الغابات أشجاراً مختلفة الأنواع، إلا أن هذه الغابة الصينية لا تحوي أشجاراً بل أحجاراً، وتعرف الغابة باسم غابة الشيلين أو غابة الأحجار، وتعدّ إحدى العجائب الجيولوجية، وتتكون من الحجر الجيري الذي نحتته المياه عبر العصور الجيولوجية المختلفة، لتنتج تحفة فنية رائعة، وتقع على بعد 90 كيلومتراً من كونمينج، عاصمة إقليم يونان، جنوبي غرب الصين، والذي يسوده مناخ شبه استوائي، وتغطي الغابة مساحة 400 كم مربع، وتنقسم إلى 7 مناطق زاخرة بالمناظر الخلابة، وأدرجت منطقتان منها في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، ويصنف الموقع موقعاً سياحياً من درجة رفيعة، والغابة فريدة من نوعها، وتشكل جزءاً من الحديقة الوطنية بيماراها، وتحتوي بالإضافة إلى الأحجار، على كهوف، ووديان، وجداول مائية، وشلالات فريدة، إضافة إلى مجموعة من النباتات النادرة التي لا يوجد مثيل لها في العالم، وبعض الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض. تفتح الغابة أبوابها للزوار من الساعة الثامنة صباحاً، و حتى السادسة مساءً، ومن أشهر عوامل الجذب السياحي في الغابة حجر أشيما، الذي تقول عنه الأساطير، إنه تشكل بعد أن دخلت فتاة جميلة اسمها أشيما الغابة، وتحولت إلى حجر بعد منع زواجها من رجل كانت قد أحبته، وفي ال 24 من يوليو/تموز من كل عام، تعقد قبيلة الفتاة احتفالاً في الغابة، تقدم خلاله عروضاً تقليدية تشمل المصارعة، ومصارعة الثيران، والتسلق، ورقص الأسود، ورقصة القمر. }} متحف المخدرات في المكسيك: من المتعارف عليه أن يضم المتحف كنوز وتراث بلدٍ ما، وقد يضم كنوزاً من بلدان أخرى، لكن لم يسمع أحد عن متحف تنشئه دولة لتوثق فيه عمليات تهريب المخدرات، يقع المتحف الذي يعتبر من أغرب متاحف العالم في المكسيك، التي تفخر به، لما يضم من وثائق حول إحباط عمليات ترويج المخدرات، ويضم مقتنيات تجار المخدرات ذات الفخامة، مثل مسدسات من الذهب الخالص مرصعة بالألماس، وهواتف محمولة من الذهب والألماس، ويوجد المتحف في مقر وزارة الدفاع المكسيكية في ميكسيو ستي، وقد أنشئ في عام 2009، ويضم أيضاً الأحذية التي استخدمها المروجون في ترويج المخدرات والأسلحة، إضافة إلى مصانع المواد المخدرة، وصور أباطرة المخدرات، وتماثيل شمعية لأخطر المهربين و الأدوات الشخصية مثل الملابس والإكسسوارات، ومكتوب على المقتنيات أسماؤها وأسماء من حملها، والسنة التي صنعت فيها، كما يضم المتحف أنواعاً من المخدرات وأسمائها، وطرق تصنيعها، وبعض المعامل و المصانع التي تقوم بتحضيرها أو تصنيعها، وتوجد أيضاً بعض الأعشاب التي استخدمت في عملية التصنيع.
مشاركة :