«جراند أوتيل».. دراما من الزمن الجميل

  • 7/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: محمد شبانة حالة خاصة هي تلك التي يمثلها مسلسل جراند أوتيل، أحد مسلسلات موسم رمضان الماضي، إلا أنه يختلف عن غالبيتها بالنجاح الذي حققه وفق توقعات الكثيرين، منهم فريق العمل نفسه. المسلسل الذي تم تصويره في أحد الفنادق الأثرية المطلة على النيل، في مدينة أسوان جنوبي مصر، ورغم توقيت عرضه السيئ، حقق نسبة مشاهدة عالية، فالجمهور كان ينتظر يومياً حلقاته الجديدة، ليتابع بشغف قصة أجيد صبها في قالب جديد، تغلفه ملابس وديكورات حقبة مضت، عبر صورة ساحرة لزمن جميل. حول قصة المسلسل وأسباب نجاحه، كان هذا التقرير: الناقد الفني مجدي الطيب بدأ حديثه عن المسلسل قائلاً: السيناريو الجيد هو أساس العمل الفني الناجح، ثم تضاف إليه العوامل الأخرى، هذا الشرط تحقق في جراند أوتيل، الذي يعد بحق من أجمل مسلسلات رمضان، رغم أن أغلب أبطاله من الفنانين الشباب. وأضاف: أدى محمد ممدوح أمين دور عمره، وأتوقع له أدوار البطولة المطلقة قريباً، بعد أن أثبت نفسه كفنان حقيقي قادر على أداء أي دور. أيضاً أناقة الفنانين، في الملابس وطريقة الحديث، في هذا العمل شيء لافت للنظر، وخصوصاً أفراد الأسرة المالكة للفندق، وعلى سبيل المثال أنوشكا قسمت هانم، وشيرين فخر هانم من المقيمات الدائمات في الفندق، وحتى الضابط الصاغ شريف والخدم، الجميع كانوا يتصرفون بأناقة لا أرى أنها مبالغ فيها، بل أعتقد أن أسرة المسلسل أرادت أن ترسل رسالة للجميع بأن الزمن الجميل في النصف الأول من القرن العشرين، وتحديداً الأربعينيات والخمسينيات، كان أفضل. تناسق متناغم الناقدة خيرية البشلاوي قالت: أهم ما يميز المسلسل من وجهة نظري، هو سحر الصورة، كأن الألوان قد انسكبت على الشاشة، في تناسق رائع متناغم، مع اللقطات السريعة الزاخرة بالأحداث المليئة بالتشويق والإثارة، التي تجعل المشاهد متلهفاً لمعرفة ما سيحدث، رغم أن الفكرة تقليدية لكن تم صبها في قالب جديد. وتابعت: نحن أمام قصة اجتماعية بوليسية، في توليفة تبدو تقليدية يختلط فيها الحب والعلاقات السرية والدم، لكن الأسلوب الذي تقدم به هو سر جاذبيتها، ضحى من إحدى قرى دلتا نيل مصر تسافر إلى أسوان للعمل، فتختفي، ويأتي شقيقها علي ويلتحق بالخدم ليكشف سر اختفاء شقيقته، لكنه يغرم ب نازلي من أفراد العائلة المالكة للفندق، ثم تظهر ضحى وتبتز ملاك الفندق بكشف سر يخفونه عن الجميع، لتقتل بعد ذلك. سكينة الخادمة التي أدت دورها ببراعة سوسن بدر، كانت متزوجة أدهم صاحب الفندق سراً، وأنجبت أمين الذي يعمل مع الخدم، دون أن يعرف أحد أنه ابن أدهم، ثم يكتشف علي ونازلي حقيقة أمين وأن مراد يعرفها... هذه الخيوط المتداخلة هي الحبكة التي اعتمد عليها السيناريست تامر حبيب، في خلق جو الغموض، رغم معرفة الجميع بالقاتل، لتصنع مسلسلاً ناجحاً اجتمع فيه سحر الصورة مع قصة تقليدية لكنها متميزة. الفنان عمرو يوسف، أحد أبطال العمل، أشار إلى أن رد فعل الجمهور كان سبباً في سعادة أسرة العمل كلها. مضيفاً: كنت معترضاً بشدة على توقيت عرض المسلسل، ورأيت فيه ظلماً لمجهودنا الذي بذلناه أثناء التصوير، لأن المسلسلات التي تعرض بعد الإفطار هي التي تحقق نسبة المشاهدة الأعلى حتى لو كانت متوسطة المستوى، المسلسل أثبت صحة مقولة العمل الجيد يفرض نفسه، وأعتقد أنه سيحقق نسبة مشاهدة أعلى، في العرض الثاني بعد رمضان. مؤكداً أنه كان يتوقع نجاح المسلسل، لكنه لم يتخيل أبداً كل ذلك الإقبال، وأن جميع أفراد أسرة العمل كانوا عند حسن ظن الجمهور. رأي آخر الناقد أسامة عبد الفتاح كان له رأي يختلف عن السابق في بعض الجزئيات، حيث أكد أن المسلسل مأخوذ عن مسلسل إسباني بنفس الاسم، تم عرضه في 2013، وتدور أحداثه في إحدى المدن شمال إسبانيا، في أحد القصور تم تحويله إلى فندق. مضيفاً أن الاقتباس أمر مألوف ومشروع، إذا كانت الجهة المنتجة للمسلسل المصري قد دفعت حقوق الملكية الفكرية لأصحابها، لكن تترات العمل المصري ليس فيها أي إشارة للأصل الإسباني. وقال عبد الفتاح: من المآخذ الأخرى على المسلسل أن بعض الشخصيات كانت تنطق بلسان المؤلف، مثل الخادمة ضحى التي كانت تتحدث كأنها فيلسوفة، فهل توجد خادمة من طبقة دنيا أو متوسطة تتحدث بتلك الطريقة التي توحي بثقافة واسعة؟ ورغم ذلك لا أستطيع أن أنكر أن هناك إيجابيات عدة، من بينها الديكور والملابس والتصوير، وأداء أغلب الممثلين، منهم أنوشكا التي قدمت أفضل أدوارها في دور قسمت هانم، إضافة إلى عدد من الشباب الذين قدموا أدواراً متميزة مثل محمد ممدوح ودينا الشربيني.

مشاركة :