عواصم - وكالات - أعلن تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) الارهابي، امس، مسؤوليته عن اعتداء نيس، وتشكل هذه المجزرة من حيث حجمها وطريقة تنفيذها وشخصية منفذها، تحديا جديدا لفرنسا في مواجهة «هجمات من نوع جديد» وفق السلطات. وكان ناجون او اقارب ضحايا لا يزالون تحت وقع صدمة هذه المجزرة التي نفذت بواسطة شاحنة سحق اطفال تحت اطاراتها، يسعون امس، للحصول على معلومات او دعم نفسي في مستشفيات عدة في هذه المدينة الواقعة في جنوب شرقي البلاد. ونقلت «اعماق» عن «مصدر امني» ان «منفذ عملية الدهس في نيس هو احد جنود الدولة الاسلامية»، مشيرة الى انه «نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الذي يقاتل الدولة الاسلامية». وفي وقت لاحق، اكدت اذاعة «البيان» ان «جنديا من الدولة الاسلامية» نفذ العملية التي وصفتها بـ«النوعية» باستعمال «شاحنة كبيرة لدهس رعايا فرنسا الصليبية». وهددت الاذاعة الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي ينفذ غارات جوية ضد الارهابين في سورية والعراق منذ صيف 2014، وأعلنت: «لتعلم الدول الصليبية انها مهما استنفرت قدراتها الامنية واجراءاتها، فانها لن تكون في منأى عن ضربات المجاهدين التي ستستمر بغزوهم في عقر دارهم بإذن الله تعالى». وانقض التونسي محمد لحويج بوهلال (31 عاما) ليل الخميس بشاحنة تبريد على حشود تجمعوا عالكورنيش البحري في مدينة نيس للاحتفال بالعيد الوطني، ما اسفر عن مقتل 84 شخصا على الاقل وعشرات الجرحى. وقتلت الشرطة المهاجم وعثرت في الشاحنة التي كان يقودها على وثائق هويته وعلى اسلحة. ويبدو ان منفذ الهجوم شخص غير متزن لم يكن لديه اي صلة بالاسلام المتطرف. وقال وزير الداخلية برنار كازنوف في ختام اجتماع ازمة للحكومة في قصر الاليزيه ان منفذ اعتداء نيس «اعتنق الفكر المتطرف بسرعة كبيرة على ما يبدو. هذا ما يرشح من شهادات المقربين منه». اضاف ان «افرادا يتأثرون برسالة (داعش) باتوا ينفذون اعمالا بالغة العنف من دون ان يكونوا قد شاركوا في معارك او تلقوا تدريبات بالضرورة او حصلوا على اسلحة». واوضح «اننا امام اعتداء من نوع جديد يؤكد الصعوبة القصوى لمكافحة الارهاب». ووضع اربعة مقربين من الارهابي التونسي في السجن على ذمة التحقيق. وكانت الزوجة السابقة لمنفذ الاعتداء لا تزال صباح امس، محتجزة على ذمة التحقيق. واشاع الاعتداء صدمة في البلاد، لكن الوحدة الوطنية التي تم التذرع بها في الاعتداءات السابقة، لم تصمد هذه المرة بعد ان اتهم مسؤولون من اليمين واليمين المتطرف السلطات بانها لم تتخذ تدابير امنية كافية في حين ان البلاد في حال تأهب منذ نوفمبر 2015 بسبب المخاطر الارهابية. ودعت مارين لوبن، زعيمة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف، امس، وزير الداخلية الى الاستقالة بعد اعتداء نيس الذي قالت انه اظهر «تقصيرا خطيرا» للدولة منذ موجة الاعتداءات التي بدأت في 2015. وقالت لوبن: «في اي بلد في العالم كان وزير مثل كازنوف سيستقيل مع مثل هذه الحصيلة المروعة - 250 قتيلا في 18 شهرا «، في اشارة الى الحصيلة الاجمالية لضحايا اعتداءات يناير ونوفمبر 2015 و14 يوليو في نيس. وتساءلت صحف عدة امس، عن الطريقة التي نجحت فيها الشاحنة المبردة التي تزن 19 طنا من الدخول مساء الخميس الى موقع مخصص للمشاة تؤمن قوات الامن حمايته خصوصا بمناسبة العيد الوطني. والد بوهلال: ابني عانى من حالة اكتئاب مساكن (تونس) - أ ف ب - أعلن والد منفذ المجزرة في نيس ان ابنه عانى من حالة اكتئاب عام 2002 ولم يكن متدينا. وقال والد محمد منذر لحويج بوهلال أمام منزله في مدينة مساكن شرق تونس ان ابنه عانى «من عام 2002 الى 2004 من مشاكل تسببت له باكتئاب نفسي. كان يعاني من نوبات غضب ويصرخ ويكسر كل ما كان يجده امامه». وروى ان العائلة عرضت محمد لحويج بوهلال على طبيب وصف له ادوية لأزمته النفسية. ووصف ابنه بأنه كان «دائما وحيدا ومكتئبا» يتجنب الكلام. واعلن الوالد ان عائلته في تونس فقدت الاتصال به منذ مغادرته الى فرنسا ولم يكن قادرا على اعطاء تاريخ لسفر ابنه الى فرنسا. واكتفى بالقول «عندما غادر الى فرنسا انقطعت اخباره عنا». واكد من جهة ثانية انه لم يكن لدى ابنه «اي علاقة بالدين»، مضيفا «لم يكن يصلي ولا يصوم وكان يشرب الكحول حتى انه كان يتعاطى المخدرات». وخلص الى القول «نحن ايضا صدمنا لما حدث». وقالت رباب، شقيقة مهاجم نيس إن شقيقها كان يحضر جلسات مع طبيب نفسي منذ سنوات قبل أن يترك تونس ويذهب إلى فرنسا في 2005. أضافت: «أخي كان لديه بعض المشاكل النفسية وأعطينا للشرطة وثائق تثبت أنه زار طبيبا نفسيا منذ سنوات».
مشاركة :