يتبادر إلى الذهن أحيانا كيف كانت كويت الأربعينيات والخمسينيات والستينيات وكيف صارت مقارنة بكويت اليوم بالرغم من شح الموارد في تلك الفترة وبالرغم من تواضع الإمكانيات نجد أن الفارق شاسع شاسع ..هذا مايقوله البعض من المخضرمين والذين رددوا مع الذين رددوا بإيقاع متميز مطلع تلك الأغنية "أوه يا مال.."وكل هذا وذاك يثبت بما لايدع مجالاً للشك بأن معدن الشعب الكويتي لا زال بريقه يلمع وإخلاصه لوطنه لاتشوبه شائبة وارتباطه بحكامه وولاؤه لهم منقطع النظير وهذا ما أثبتته تلك الأيام والليالي كالحة السواد أيام الغزو العراقي الغاشم ذلك الغزو الذي حاول أن يدغدغ المشاعر القومية إلا أنه عاد بخفي حنين ولم يجد كويتياً واحداً متعاوناً بل منذ بداية الصدمة قام هذا الشعب الرائع بتولي مهاما لم يكن معتاداً عليها بدءاً من الأعمال التطوعية الخدمية في كل المجالات سواء المدنية من إدارة استطاعت أن توفر لكل المقيمين المأكل والمشرب من خلال تلك الجمعيات التعاونية ذلك الإبداع الكويتي الفريد من نوعه أو الاستخباراتية وانتهاء ببث الرعب والخوف في نفوس أولئك الغزاة المعتدين من خلال الصمود والتصدي ورفض الإحتلال والإصرار على المقاومة بكافة أشكالها والتي حاصرت الغازي في عقر ثكناته . يقول ما نراه اليوم من تفتيت للمجتمع وتخوين وتأصيل مبادئ مرفوضة كشرعنة للفساد وحماية للفاسدين يجعلنا نتساءل ماهذا..؟ولما كل هذا ! فالكويت والكويتيون يستحقون الأفضل إلا إننا ندرك أن مايحصل ماهو إلا سحابة صيف تغنت بمطلع تلك الأغنية "صبوحة خطبها نصيب" ذلك النصيب الذي كاد أن يخنقها إلا أنها في النهاية انتفضت وانفصلت عن نصيب الذي يُعد رمزاً من رموز الفساد والذي استطاع بغفلة من الزمن أن ينخر بنفوذه وسلطانه مؤسسات وأن يُجير مؤسسات أخرى انساقت وراء إطروحاته المترهلة ونفوس ضعيفة مريضة أغراها بريق الدينار والدولار ولكن وكما قلنا وقال الأولون السابقون في النهاية لن يبقى الحال على ماهو عليه ولن يصح إلا الصحيح وسنردد بكل إصرار وعزيمة "أوه يامال.." والله من وراء القصد د.فهد الوردان Wardan1457@hotmail.com @fahad1457
مشاركة :