مخاتلة (صبوحة خطبها نصيب!)

  • 5/29/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

النسخة: الورقية - دولي صبوحة واحدة ثابتة والمتغير هو نصيب، لأنه مفتوح على كل الاحتمالات، شريطة أن يرغب في صبوحة زوجة وحضناً ومستقراً مهما كانت نواياه. مشكلة صبوحة أنها لا تحب المرايا، أو لا تعرف غير ذاتها، فتـــتوهم أنها جميلة ومغرية ينجذب إليها أي رجل، ولأنها في محيطٍ رجاله يشابهونها كَثُرَ خطابها وإن كان الزواج كارثة للإنسانية. صبوحة لم تتزوج لكنها مخطوبة ولا تزال تدير عينيها بين النصيبين لتتأكد من اختيارها، وتتدلل في ذلك مراهنة على جمال مجهول قد يغلفه ذهب براق أو نشوة عابرة. أحياناً يكون نصيب فارعاً وكبيراً وفاتناً تتنافس عليه نساء جميلات، ومع ذلك يزوي عينيه تجاه صبوحة، لأن في مكامنها زرقاً غامضاً، أو هي -على الأقل- بوابة لأخرى قريبة متشامخة ومتعالية لا يمكن الوصول إليها إلا عبر البوابات الخلفية. صبوحة خطبها نصيب لأن لا أحد غيره يفكر فيها، ولا أحد يتوهم أنها بيت ومستقر إلا من كان ضائعاً تائهاً يستبيح الاستغلال والتلاعب بالعواطف الساذجة المتكئة على وهم فاضح بالجمال والرشاقة. صبوحة دائماً خارج السياق، لكنها تسكن داراً وافرة فيها الثروة، وتفتح مجالا للتحرش بالجارات إن كان نصيب ذا قوة غادرة تنتفض إن وجدت لها مدخلاً ونافذة. لا أحد يحب صبوحة لذاتها أو توهماً في جمالها، لكنها تعتقد ذلك وتراهن عليه، وحين ترى تدافع الخطاب إليها تظن أن العيون تستهدفها بينما هي تمر بها عابرة إلى أخرى لا يمكن الوصول إليها إلا عبر استثمار ملاصقتها لصبوحة. قد يكون خطيب صبوحة ناشئاً في بيئة مماثلة، وتتوافر فيه الصفات ذاتها، وحينها لا يكون سوى أن شناً وافق طبقة، وهو أمر مستحيل، لأن صبوحة تعود إلى زمن لا يوجد فيه نصيبها الطبيعي. صبوحة صغيرة وشقية مزينة بالحلي الباهرة الجاذبة للصيادين، فظنت تدافعهم ولعاً بها وهي صغرى الأخوات البريئة من الجمال براءة الذئب من دم يوسف. تحب التمتع بثرائها. تظن أن الواقفين في دربها منجذبون إلى جمالها من دون وعي أنها الضحية واللعبة. صبوحة خطبها نصيب... رغبانة وأبوها غضب. هي التمرد على الأسرة وانتهاك وضع الجماعة حيث يكون العشق هو الأساس والمحرك. كانت حظوظها محدودة، وقدرتها على منافسة الأخوات معدومة فبحثت عن دائرة ضوء تمنحها حضوراً مختلفاً حتى لا تكون في ركاب أخواتها. اختارت أن يكون نصــيبها مكروهاً من العائلة وخصماً لها من باب العناد والتـــحدي. تريد القول ها أنا ذا لم أعد صـــبوحة الصـــغيرة المـــنزوية بل فتاة شقية مشاغبة تورط أســـرتها في مشاكل تلو الأخرى بحثاً عن تأثير لا مقومات له سوى أنها تنتمي إلى هذا البيت. فرحت بخطبة نصيب وهي مدركة أنه يريد الوصول إلى بيتها، وأن هذا هو إغراؤها الوحيد. رغبت صبوحة في نصيب، أما غضب الأب فهي تتمناه لأنه الدلالة الأولى على وجودها، والعلامة على خروجها من الظل. تريد أن تكون حاضرة ومرئية مهما كانت نتائج شقاوتها، فلا شيء تخسره، ومهما تمادت فإن البيت لن ينبذها لكنها ستعود إلى غرفتها الصغيرة. صبوحة خطبها نصيب لكنها لم تدخل بيت الزوجية بعد، فهل تتوقف شقاوتها عند حدود الإثارة ولفت النظر أم تمعن في عنادها فتجعل نصيباً مستقرها؟

مشاركة :