اشتباكات طائفية جديدة في المنيا ترسّخ فشل «الحلول العرفية»

  • 7/17/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دقّت الاشتباكات التي وقعت أول من أمس بين مسلمين وأقباط في إحدى قرى محافظة المنيا (جنوب القاهرة) ناقوس الخطر مجدداً، كون الاحتقان الطائفي الذي عاد يلوح في الأفق، يبدو في حاجة إلى حلول عاجلة على الأرض لنزع فتيله. ورسّخت الأحداث الأخيرة فشل الحلول العرفية التي كثيراً ما انتهجتها الدولة لحل المشاكل التي تنشأ على خلفية احتقان طائفي في البلاد. وبعد أكثر من عامين من الهدوء، عادت الفتنة الطائفية في مصر تطل برأسها. فخلال العام الأخير لوحظ تزايد حدة حوادث العنف بين مسلمين وأقباط في الصعيد، وكان لمحافظة المنيا نصيب الأسد منها، إذ شهدت قراها ثلاثة اشتباكات طائفية. وهاجمت مجموعة من المسلمين مساء أول من أمس (الجمعة) منازل أقباط في قرية أبو يعقوب التابعة لمركز المنيا، على خلفية إشاعة عن بناء كنيسة فيها، ما أسفر عن تدمير منازل خمسة أقباط. وتمكنت اجهزة الأمن من القبض على 15 من المشتبه بتورطهم في الاعتداء. واستبق الحادث الجديد مساعي الحكومة لتمرير قانون لتنظيم بناء الكنائس من المفترض أن يُعرض على البرلمان قبل نهاية العام. وكانت محافظة المنيا شهدت في أيار (مايو) الماضي أحداث عنف على خلفية علاقة عاطفية بين شاب وفتاة، عندما قام نحو 300 شخص بإحراق منازل مسيحيين في قرية الكرم في مركز أبو قرقاص، وتم تجريد عجوز مسيحية من ملابسها ثأراً من ابنها الذي تردد أنه أقام علاقة مع سيدة مسلمة. كما شهدت قرية كوم اللوفي التابعة لمركز سمالوط قبل أسابيع أحداثاً مماثلة حيث أحرق عدد من الأهالي منزل مواطن قبطي بعد تردد إشاعة عن قرب تحويله إلى كنيسة، وأحرقوا منزلين آخرين لأشقائه، وتم ضبط نحو 26 متهماً على خلفية الأحداث. وطالبت مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس بـ «محاسبة المسؤولين عن إحراق منازل الأقباط» خلال الأحداث التي سببها انتشار الإشاعة عن تحويل مبنى إلى كنيسة. وقالت المطرانية في بيان أصدرته أمس: «في كل مرة يفلت الجناة من العقاب ويشجع ذلك آخرين على ارتكاب المزيد من الجرائم، طالما يجدون من يحميهم ويدافع عنهم في تحدٍ سافر للجميع». ونفت المطرانية صحة ما تردد عن تحويل مبنى إلى كنيسة، داعية إلى تفعيل القانون ضد منفذي الهجمات على الأقباط، وقالت «لم نترك جهة واحدة لم نبثّ إليها معاناتنا، وما زلنا نطالب بتفعيل القانون». وأضافت: «ليس من حق أي شخص أن يهاجم الآخرين أقباطاً كانوا أو مسلمين، ويقتلهم ويدمر ممتلكاتهم، مهما كانت الأسباب». وسعت المؤسسة الدينية في مصر إلى تطويق الأزمة. وقال وكيل وزارة الأوقاف الشيخ محمد محمود أبوحطب إن وفداً من الأوقاف والأزهر وبيت العائلة المصرية توجه أمس إلى المنيا للوقوف على ملابسات الموضوع ولقاء الأقباط والمسلمين في قرية أبو يعقوب وحضهم على نبذ العنف ونشر المحبة والتعاون من أجل مصر، وأضاف أبوحطب: «سنبحث المشكلة ونحاول وضع حلول لها من أجل تهدئة الأوضاع داخل القرية».

مشاركة :